منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 03 - 2023, 01:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

أيوب | اتهام أيوب بالغطرسة


اتهام أيوب بالغطرسة

فَأَجَابَ بِلْدَدُ الشُّوحِيُّ: [1].
إِلَى مَتَى تَضَعُونَ أَشْرَاكًا لِلْكَلاَمِ؟
تَعَقَّلُوا وَبَعْدُ نَتَكَلَّمُ [2].
يلقى بلدد بسهمٍ في قلب أيوب، إذ يتهمه بأنه يتحدث بكلامٍ فارغٍ بلا تعقل. يضم في هذا مع أيوب آخرين، ربما قصد الصديقين أليفاز وصوفر، أو بعض الحاضرين الذين ربما دافعوا عن أيوب بين آن وآخر.
لقد ملّ بلدد سماع الكلام، فإذ جاء دوره فرّغ كل ما في قلبه من ضيق بلا حنوٍ. للأسف غالبًا ما ظن بلدد أن الحكمة حكر على عقله دون غيره، فتسرع في هجومه بالكلام.
يوصينا الرسول أن يكون "كل إنسانٍ مسرعًا في الاستماع، مبطئًا في التكلم" (يع 1: 19).
بعد أن كان أيوب في رخائه يقول الكلمة النهائية القاطعة كرجلٍ حكيمٍ يحترم الكل آراءه، يُوجه إليه الآن هو ومن معه ألا يتكلموا إلا بعد أن يتعقلوا.
* انظروا إلى أولئك الذين كانوا مشغولين بإدانته. تطلعوا إلى أولئك الذين يريدون أن يبكموا فمه. هذا ليس موقف أناسٍ يطلبون له التعزية، بل بالعكس من يثيرونه ويسخرون به... ألا ترون حسدهم؟ يحسبون الصمت عارًا، وقمة الغباوة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
جاء النص في كتابات البابا غريغوريوس (الكبير): "فأجاب بلدد الشوحي وقال: إلى أي مدى تطلق كلماتك وتنشرها؟ لتفهم أولًا، دعنا نتكلم" [1-2]. ويرى هذا الأب في أغلب تفسيره لسفر أيوب أن أيوب يرمز للكنيسة المقدسة، وأن أصدقاءه يرمزون للهراطقة المقاومين لها.
هنا يقدم بلدد -كممثلٍ للهراطقة- اتهامين ضد الكنيسة، الاتهام الأول أن آراءها غير أصيلة، والثاني أنها بلا فهم، إذ لا تدرك آراءهم وأفكارهم. في كل العصور، إذ تتمسك الكنيسة بالإيمان الحي دون تسيب، يتهمها البعض بالعجرفة والكبرياء والجمود، وإذ ترفض الآراء المنحلة يتهمونها أنها ضيقة الأفق، عاجزة عن أن تكون معاصرة، إذ لا تفهم ما يدور حولها.
في تعليق القديس جيرومعلى كلمات الرسول بولس: "عاملين مشيئات الجسد والأفكار" (أف 3:2)، يميز بين خطية الجسد وخطية الفكر فيقول: [يوجد فارق بين خطية الجسد وخطية الذهن. خطية الجسد بلا احتشام وفيها خلاعة، وتعمل كأداة لتحقيق شهواته. أما إثم الذهن فيخص التعليم ضد الحق والانحدار الذي للهراطقة.]
* يظن كل الهراطقة، أن الكنيسة المقدسة إذ تعرف بعض الأمور أنها مملوءة كبرياءً، بينما يحسبونها لا تفهم بعض الأمور التي يتوهمونها. هكذا كان بلدد الشوحي كمن يؤكد أن الطوباوي أيوب قد انكسر في كبرياءٍ، عندما أعلن أنه "ينشر الكلمات على نطاق واسع". لكن (بلدد نفسه) يحمل علامة على كبريائه، إذ انتفخ حاسبًا أن الطوباوي أيوب ينطق بأمور لا يفهمها.
البابا غريغوريوس (الكبير)
أيا كانت الاتهامات الموجهة ضد الكنيسة، فإنها لا تكف عن الجهاد المستمر حتى تبلغ بكل المؤمنين إلى وحدة الإيمان، هذه التي يحسبها الرسول بولس بلوغًا إلى الكمال: "إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسانٍ كاملٍ، إلى قياس قامة ملء المسيح، كي لا نكون في ما بعد أطفالًا مضطربين، محمولين بكل ريح تعليم" (أف 12:4-14).
يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه العبارات قائلًا: [ننضج حين نبلغ إلى وحدة الإيمان، أي حين يُوجد مشاركون في الإيمان الواحد، فإن هذه هي وحدة الإيمان حين نصير جميعًا واحدًا، حين نعرف كلنا ذات الميثاق.]


لِمَاذَا حُسِبْنَا كَالْبَهِيمَةِ،
وَتَنَجَّسْنَا فِي عُيُونِكُمْ؟ [3]
حقًا إن أيوب دعا أصدقاءه مخاتلين (أي 17: 2)، وصوَّرهم غير حكماء بلا رحمة، لكنه لم يدعُهم قط حيوانات أو بهائم كما يدعي بلدد هنا. لقد استاء بلدد من عتاب أيوب، وحسب ذلك إهانة بالغة فرد الإهانة بإهانة أمر وأقسى.
* "لماذا نصمت أمامك كالبهائم؟" (LXX) لأن لك روح بهيمية، تطأطئ رأسك نحو الأرض. حتمًا أفكارك غير سليمة، ولا تناسب أناسًا صادقين، بل أولئك الذي قال عنهم داود: "الإنسان بكونه في كرامة لا يفهم، يُقارن بالقطيع غير العاقل، ويشبههم" (راجع مز 49: 12).
بالنسبة لبلدد إذ أدرك أنه غير قادر أن يجاوب أيوب، تحوّل إلى الشتائمِ، صار مُهددًا في لحظة خاطئة. لهذا السبب فإن كلمات أيوب التي وجهها إلى الخصم (إبليس) لا إلى الله حسبها بلدد أنها ضد الله، وبهذا لم يخجل من أن يسيء إلى البار.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي
*حيث أن كل الهراطقة يشكون أن الكنيسة المقدسة تحتقرهم في تقديرها لهم، لذلك أضاف: "هكذا حُسبنا كبهائم، وكفاسدين في عينيك" [3]. إنه لأمر طبيعي للذهن البشري أن يفترض أن الأمور التي يفعلها إنما ترتد إليه. فيعتقدون أنهم محتقرون، بكونهم اعتادوا أن يحتقروا طرق الصالحين... تبرهن الكنيسة ضد الهراطقة أن ما يفعلونه هو أمر غير معقول، فيظنون في أنفسهم أن الكنيسة تتطلع إليهم كبهائمٍ.
البابا غريغوريوس (الكبير)


يَا أَيُّهَا الْمُفْتَرِسُ نَفْسَهُ فِي غَيْظِهِ،
هَلْ لأَجْلِكَ تُخْلَى الأَرْضُ،
أَوْ يُزَحْزَحُ الصَّخْرُ مِنْ مَكَانِهِ؟ [4]
انفعل بلدد بالأكثر فحسب أيوب حيوانًا شرسًا: "يا أيها المفترس نفسه في غيظه". فإن كان أيوب مفترسًا، فقد افترس نفسه. ولعل بلدد أراد أن يرد على أيوب الذي وجه الاتهام إلى الله: "غضبه افترسني واضطهدني"، فيقول: "لا تلُم الله كأنه قد افترسك، إنما بوحشيتك افترست نفسك".
اتهم بلدد أيوب بالغطرسة كمن يستطيع أن يشرع لله: "هل لأجلك تخلى (تهجر) الأرض؟"، كمن يرغب في تغيير قوانين الطبيعة من أجله وحده. أو كأن العالم لا يقوم بدونه، فإذا ما هلك باد العالم معه، وأُخليت الأرض معه.
يرى البعض أن بلدد يوبخ أيوب هكذا: إما أن يعترف بأنه شرير مستوجب لما حلّ عليه، أو يفترض أن الله تخلى عن عنايته الإلهية وأنه هجر الأرض، وأن صخر الدهور قد تزحزح.
في سخرية يتحدث الهراطقة مع الكنيسة كما يتحدث هنا بلدد مع أيوب. كأنهم يقولون لها: "هل تظنين أنكِ فلك الخلاص وحدك، بدونك لن يتمتع إنسان بالخلاص الإلهي؟ ما تنادين به، هذا نوع من الجنون والكبرياء".
يعلق البابا غريغوريوس (الكبير) على هذا النص قائلًا:
[يحسب الهراطقة أن المشاعر القوية للتدبير الحسن أو للنعمة الروحية للكرازة المقدسة ليست صالحة كفضيلةٍ، بل هي جنون الغضب...
"هل لأجلك تُخلى الأرض؟" (أي 18: 4)... تعلن الكنيسة المقدسة الجامعة أن الله لا يمكن عبادته إلا من خلالها، مؤكدة أن كل الذين خارجها لن يخلصوا. والهراطقة من الجانب الآخر، إذ يثقون أنه يمكنهم أن يخلصوا حتى بدون الدخول في نطاقها يؤكدون أن العون الإلهي يبلغ إليهم في كل موضع...
"أو يُزحزح الصخر من مكانه؟" يدعو الهراطقة هؤلاء الأشخاص صخورًا، هؤلاء الذين في نظرهم، بسمو أفكارهم يقفون في الجنس البشري مفتخرين بكونهم معلمين. ولكن تقدم الكنيسة المقدسة ذاتها لجمع شمل المبشرين المخطئين ليدخلوا معًا في حضن الإيمان السليم. ماذا يُحسب هذا سوى أنها "تحرك الصخرة من مكانه". وإذ تصير لهم نظره سليمة للأمور، يخضعون في تواضع في داخلها، هؤلاء الذين كانوا قبلًا يأخذون موقف العناد، متمسكين بمفاهيم الخاطئة...؟
هكذا حمل بلدد رمزًا للهراطقة الذين ارتفعوا على أساس أن حياتهم سعيدة، منتفخين على الضربات التي حلتِ بالطوباوي أيوب.]
لم يكن لراحاب أو أهل بيتها أن يتمتعوا بالخلاص لو خرجوا من البيت الذي علق على كوته الخيط القرمزي، إذ لا خلاص خارج الكنيسة المفدية بدم المسيح.
* راحاب تمثل الكنيسة، والحبل القرمزي يرمز إلى دم المسيح، والذين في البيت هم فقط الذين خلصوا. من أراد أن يخلص فليأت إلى هذا البيت حيث دم المسيح علامة الفداء... ينبغي ألا يخدع أحد نفسه، فإنه لا يخلص أحد خارج البيت، أعني خارج الكنيسة .
العلامة أوريجينوس
* أتظنون أنكم قادرون أن تصمدوا وتحيوا إن انسحبتم لتقيموا لأنفسكم بيوتًا ومواضع مختلفة، وقد قيل لراحاب: "اجمعي إليك في البيت أباكِ وأمكِ واخوتك وسائر بيت أبيكِ، فيكون أن كل من يخرج من أبواب بيتك إلى خارج، فدمه على رأسه، ونحن نكون بريئين؟!

* في هذا أعلن السرّ، أن الذين يريدون أن يحيوا ويهربوا من هلاك العالم يلزمهم أن يجتمعوا معًا في بيتٍ واحدٍ وحدهم، أي في الكنيسة، أما من يخرج من بين هؤلاء المجتمعين هناك معًا، أي إن كان أحد بالرغم من نواله نعمة في الكنيسة يتركها ويخرج خارجًا، فدمه على رأسه؛ هو مسئول عن هلاك نفسه، الأمر الذي أوضحه بولس موصيًا بتجنب الهرطوقي (رو 16: 17).

* من يبقى خارج الكنيسة فهو خارج معسكر المسيح.
* لا يكون مسيحيًا من هو ليس داخل كنيسة المسيح.
* إذ كيف يمكن أن يكون أحد مع المسيح إن كان لا يسلك داخل عروس المسيح، وإن لم يوجد في كنيسته؟!
* من ليس له الكنيسة أمًا، لا يقدر أن يكون الله أباه!
القديس كبريانوس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | اتهام أيوب بأنه شرير خطير
أيوب | اتهام أيوب بالبرّ الذاتي
اتهام أيوب بالرياء
ليس من محنة في الوجود خطيرة ومخيفة سوى محنة واحدة، هي محنة الخطيئة
تشكيل لجنة لفحص اتهام مبارك وشفيق ووالى بالاستيلاء على 119 فدانًا هام


الساعة الآن 11:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024