كل ما يطلبه الله منك هو قبلك " يا أبنى أعطنى قلبك " 00 و هو عندما يطلب قلبك ، إنما يطلب حبك 0 و دليل الحب هو البذل 0
ومن هنا كانت الحياة الروحية هى حياة البذل ، بذل كل شئ حتى الحياة ذاتها 0
و مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ 0 لابد أن تترك شيئاً من أجل الله ، لتثبت محبتك لله 0 و يعتبر حبك عظيماً كلما عظم ما تتركه لأجله 0
أنظر إلى إبراهيم أب الآباء ، كيف بدأ علاقته مع الله ؟ 00 بدأها بقول الرب له " أخرج من أرضك ، و من عشيرتك ، و من بيت أبيك ، إلى الأرض التى أريك " ( تك 12 ) 0
و من أجل الله ترك بيت أبيه و أسرته ووطنه 0 فهل أكتفى الله بهذا ؟ كلا لقد قال له حتى فى أرض غربته " خذ إبنك وحيدك ، الذى تحبه إسحق 0 و أصعده هناك محرقة " 00 و أطاع إبراهيم و ذهب ليقدم إبنه 00 موسى أيضا ، من أجل الله ترك الأمارة ، و القصر الملكى ، و الغنى و السيطرة " حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر "
(عب 11 : 26 ) 0
و الرسل قالوا للسيد المسيح " تركنا كل شئ و تبعناك " 00 و قال بولس الرسول " من أجله خسرت كل الأشياء و أنا أحسبها نفاية ، لكى أربح المسيح " ( فى 3 : 8 ) 0
و البذل يصل إلى قمته عندما تبذل كل شئ : كالأرملة التى دفعت الفلسين ، و الأرملة التى أعطت كل طعامها فى المجاعة لإيليا النبى 00 " بع كل مالك ، وتعال أتبعنى ، حاملاً الصليب " الله نفسه أعطانا مثال البذل " هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل إبنه الوحيد " ، " ليس لأحد حب أعظم من هذا : أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه " ( يو 15 : 13 ) 0
و الشهداء بذلوا دواتهم " و لم يحبوا حياتهم حتى الموت ، من أجل محبتهم للسيد المسيح
و أنت أيها العزيز 00 ماذا بذلت من أجل المسيح ، الذى من أجلك أخلى ذاته ، و أخذ شكل العبد ، و مات على الصليب ؟ لست أطلب منك الآن أن تبذل من أجله الحياة كالشهداء ( فلهذا الأمر زمان خاص ) و إنما أهم شئ تتركه من أجله هو أن تترك خطاياك المحبوبة 0