16 - 03 - 2023, 06:22 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
تمسك أيوب ببراءته، لكنه يلتجئ إلى الله لكي يحل ألغاز غايته الغامضة، ويكشف عما وراء هذه التأديبات، وأن يوضح ما هو محير لعقل مخلوقه المفكر المتألم وضميره. إنه كمن يلتجئ من الله بالله نفسه، من الله الذي يخفي نفسه، إلى الله الذي هو نور وليس فيه ظلمة، يلجأ إليه بروح الإيمان والرجاء في عمل الله الخلاصي.
وسط كل هذه المرارة من نحو أصدقائه الذين أرادوا تحطيم نفسيته تمامًا، فصاروا بالنسبة لأيوب معزين بطّالين، وتطلعه إلى الله الذي سمح له مع كل هذه التجارب بموقف هؤلاء الأصدقاء القاسي، فحسبه كمحاربٍ ضده، لم يجدف عليه، ولا جحده، كما توقع عدو الخير إبليس. إنما رأى صورة عجيبة، أن الله قد سمح بتخلي كل الأذرع البشرية عنه لكي تحمله الأذرع الإلهية. أدرك أيوب أنه لا ملجأ للهروب من الله إلا بالالتجاء إليه. هكذا انكشف له شعاع خفيف من العمل المسياني، حيث لا ملجأ من الغضب الإلهي والسقوط تحت العدالة الإلهية إلا بظهور كلمة الله نفسه متجسدًا لكي بصليبه يضمه إليه كملجأ أبدي أمين. تحولت حيرة أيوب إلى معرفةٍ للحق الإلهي الإنجيلي خلال الظلال، حتى يشرق شمس البرّ على الجالسين في الظلمة، ويتمتع المؤمنون بالمجد الأبدي.
|