أعطى العلامة ترتليان
إجابة واضحة وقاطعة اتسمت بالعنف الشديد ، إذ يقول: [أية شركة بين الفيلسوف والمسيحي، بين تلميذ اليونان حليف الباطل وتلميذ السماء عدو الباطل وحليف الحق؟ حتى حكمة سقراط لم تصل إلى شيء يعتد به، لأنه ليس ثمة شخص يمكنه أن يعرف الله معرفة حقيقية بغير المسيح، أو يعرف المسيح من دون الروح القدس، ثم أن سقراط نفسه يعترف أن جنًا كان يقوده ويهتف في قلبه. أما أفلاطون فيقول إنه من العسير أن يجد الإنسان صانع الكون ووالده، بينما أبسط مسيحي قد وجده .]
يرى ترتليان أن الهراطقة وجدوا أسلحتهم في الفلسفة، ففالنتينوس أخذ هرطقته عن أفلاطون، ومرقيون عن الرواقيين والأبيقوريين وغيرهم من الفلاسفة. لهذا كثيرًا ما يردد تليان تحذير معلمنا بولس الرسول: "أحذروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة" كو 8:2.
هكذا يرفض ترتليان بطريقة قاطعة أية دراسة فلسفية، إذ يقول: "أية شركة بين أثينا وأورشليم، أو بين الأكاديمية والكنيسة، أو بين الهراطقة والمسيحيين؟! تعاليمنا تأتي من رواق سليمان الذي علمنا أنه يجب علينا أن نطلب الله ببساطة قلب كاملة. أنه لأمر رديء أن يقيم البعض مسيحية رواقية أو أفلاطونية أو جدلية. أما نحن فلم يعد لدينا حب استطلاع بعد أن عرفنا يسوع المسيح، ولا نطلب أن نبحث عن شيء بعد الإنجيل. مادمنا قد آمنا فما حاجتنا أن نؤمن بشيء آخر. إن أول بنود إيماننا هو ألا نؤمن بشيء غير هذا الإيمان ".