منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 03 - 2023, 10:49 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

المعرفة والفلسفة


المعرفة والفلسفة

عالج القديس إكليمنضس السكندري في كتابه "المتفرقات Stromata" موضوعين رئيسيين، هما علاقة المسيحية بالفلسفة اليونانية، وعلاقة الإيمان بالمعرفة (الغنوسية). لقد أجاب القديس في أكثر من موضع وبشيء من التفصيل على السؤال الذي كان يشغل أذهان المفكرين المسيحيين في ذلك الوقت، ألا وهو: ما هي نظرة المسيحية للفلسفة اليونانية (الهلينية)؟ هل تمثل خطرًا على الإيمان المسيحي أم هي معين له؟
القديس إكليمنضس السكندري -في محاولاته لإرساء "غنوسية" مسيحية حقيقية وأصيلة وعملية- يستخدم بصفة مستمرة، مصطلح "غنوسي Gnostic" بمعنى "المؤمن الروحاني". فهو لا يفصل بين المعرفة Gnosis والروحانية.
آمن القديس إكليمنضس السكندري أن دستور الكنيسة والكتب المقدسة لا تتعارض مع الفلسفة، وأنه لا عداوة بين المسيحية والفلسفة. وتتلخص نظرته إلى الفلسفة في النقاط التالية:
1- إن الفلسفة ليست عملًا من أعمال الظلمة، بل في كل مذهب من مذاهبها يشرق عليها شعاع نورمن اللوغوس... ففي بداية كتابة "المتفرقات Stromata" انتقد القائلين بأن الفلسفة شر، ووعد أنه سيوضح - خلال هذا العمل - أنها من جانب هي "عمل التدبير الإلهي(572)".
في رأيه أن غاية الفلاسفة في كل المدارس الفلسفية هي ذات غاية المسيحية، ألا وهي الحياة السامية، ولكن الفارق هو أن الفلاسفة لم يتمتعوا إلا بقبسات من الحق، أما المسيحية فأعلنت الحق كاملًا في المسيح. الفلسفة -في رأيه- أقل من الحق، لكنها ليست بلا قيمة . لهذا فهو يرى الفلاسفة أطفالًا بقوا هكذا حتى جعلهم السيد المسيح رجالًا.
2- خلال هذه النظرة أراد أن يقدم تعريفًا للفلسفة من وجهة نظره، فقال: "أقصد بالفلسفة لا المذهب الرواقي أو الأفلاطوني أو الأبيقوري أو الأرسطاطلي، بل ما قد قيل بحق في كل المذهب منها، حيث يعلم بالبرّ جنبًا إلى جنب مع العلم التقوى. هذا الاختيار الكلي أدعوه "الفلسفة". أما نتائج التعقلات البشرية التي يقطعها البشر ويزيفونها فليست فلسفة ".
كأن الفلسفة في ذهنه تحمل جانبين: الجانب الإلهي هو عطية الله، وهو نصيب من الحق، والجانب البشري من وضع الفكر الإنساني، يزيف الحق ويفسده، هذا الذي حذر منه الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولوسي (8:2). رأى في كتب الفلاسفة تناقض في أمورٍ كثيرةٍ ، وذلك على خلاف الكتاب المقدس.
أما تعليله لوجود الجانبين في الفلسفة فيقوم على أساس أن كل ما هو صالح يأتي من قبل الله، قدمه لنا ليس كهدف في ذاته وإنما كبذرةٍ يلقيها اللوغوس على الأرض فتأتي بثمر صالح أو شرير، وذلك حسب نوع التربة إن كانت صالحة أو حجرية.
خلال هذه النظرة نراه تارة يدافع عن الفلسفة في جانبها الحق، وأخرى يهاجمها في الشوائب التي دخلت إليها. تارة يرى في الفلسفة تحمل جانبًا من الحق، وأخرى يراها تعليمًا تمهيديًا للوصول الحق. وثالثة يراها ليست الحق ولا هي الخطأ ورابعة أنها مطلوبة لاكتشاف الحق المزيف، وذلك كالصراف الذي يتعرف على العملة المزيفة ليعرف الأصلية.
3- يرى القديس إكليمنضس أن عناية الله لم تتجاهل الفلسفة مطلقًا. ففي رأيه كما أن الله قد أعد العبرانيين بالناموس ليقودهم للسيد المسيح، هكذا استخدم الفلاسفة بالنسبة لليونانيين للبلوغ بهم إلى ذات الهدف. لقد استخدم القديس كلمات بولس الرسول مع الإثينيين ليجتذبهم للإيمان خلال أقوال شعرائهم (أع 22:17-28) كمثال حيَّ لتأكيد نظريته.
خلال هذه النظرة رأى بعض الكتَّاب في القديس أفلاطونيًا أو أفلاطونيًا حديثًا أو على الأقل مدافعًا عن الفلسفة الهيلينية في المسيحية فيقول Fillinton: "من يعطي اهتمامًا لإكليمنضس الإسكندري يدافع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن سَّر الهيلينية في المسيحية ".
4- أكد القديس بأمثلة عديدة أن اليونانيين قد استعاروا الكثير من العهد القديم. قال أن أفلاطون انتحل آراء موسى والأنبياء، ولو أنه لم يقمها بطريقة صادقة. كما شبه الفلسفة اليونانية بالشريعة الموسوية، ومع ذلك فكثيرًا ما أكد أن الإيمان هو أساس كل المعرفة، أعظم منها والحكم عليها، كما دافع عن الإيمان ضد الفلاسفة.
5- إذ عرف القديس العالم بجانبيه الوثني والمسيحي، عرف الكتابات اليونانية الكلاسيكية أو اللاهوت المسيحي. لهذا أعتقد أنه ليس من واجب الكنيسة أن تثبط همة الموعوظين عن متابعة دراستهم الفلسفية، إنما تستطيع الكنيسة أن تعطي مسحة مسيحية للفلسفة بثقافتها وتعليمها.
لقد أوضح القديسأن الغنوسي أو المسيحي الأمثل يستخدم كل أنواع المعرفة ولا يخاف الفلسفة بل يستفيد منها. حقًا إن الجماهير تخاف الفلسفة بل كما يخاف الأطفال من القناعات لئلا تضلهم الطريق. لكن المسيحي بالإيمان يقدر أن يعرف الحق ويميزه؛ يفصل الحق غير المتغير عن الآراء الباطلة، فيكون كالصراف الذي يقدر بخبرته أن يفصل العملة الحقيقية عن الزائفة... هكذا لا ينخدع الغنوسي بالكلمات الزائفة، وكما يصرخ داود قائلًا: "البار لا يتزعزع إلى الآبد" مز 6:112، لا بالكلمات الزائفة ولا باللذات الخاطئة. إنه لن يتزعزع عن ميراثه "لا يخشى من خبر سوء" مز 6:112، فلا ترعبه افتراءات لا أساس لها، ولا يهتز من آراء باطلة تنتشر حوله.
في نفس الفصل يوضح إكليمنضس أن الغنوسي يستخدم الفلسفة بطريقة صالحة لمعرفة الحق الذي يظهر فيها جزئيًا، أما الهراطقة فيستخدمونها بطريقة شريرة للتضليل. هذا وفي رأيه أن الفلسفة أيضًا قادرة على فضح أخطاء السوفسطائيين وإظهار انحرافهم...
* الله الواحد الحقيقي هو المصدر لكل جمال، سواء الجمال الهيليني أو الجمال الخاص بنا.
* كأن الفلسفة اليونانية تطهر النفس وتعدها لقبول الإيمان، الذي عليه يُبْنَى الحق (المسيح) صرح المعرفة.
* قبل مجيء الرب كانت الفلسفة ضرورية لليونانيين للبرّ، وأما الآن فقد أصبحت موصلًا للتقوى، بكونها نوعًا من التدريب الإعدادي للذين ينالون الإيمان خلال البرهان... لقد أعطيت الفلسفة اليونانية مباشرة، وبطريقة بدائية إلى أن يدعوهم الرب. وكما يقود الناموس العبرانيين للمسيح (غلا 24:3)، هكذا كانت الفلسفة إعدادًا، تهيئ الطريق الذين يتكملون في المسيح".
* إنه بعد ذلك يدمغ الفلسفة ويدينها، ليس بصفة شاملة بل يدين الفلسفة الأبيقوريّة التي يذكرها بولس الرسول في سفر أعمال الرسل (17: 18)، تلك التي تجحد الله القدير وتؤلّه اللذّة .
القديس إكليمنضس السكندري
* احذروا لئلا يفسدكم أحد عن الإيمان بالمسيح بفلسفة وخداع باطل الذي يهمل تدبير العناية الإلهية "بحسب تقليد الناس". لأن الفلسفة التي هي بحسب التقليد الإلهي إنما تطابق وتتبع تدبير العناية الإلهية، والذي إذ أُهملِ ظهور المخلص بتدبير خلاصه في الزمن كنا منقادين بحسب "أركان العالم وليس بحسب المسيح".

* لأن القديس بولس أيضًا، في رسائله لا يهاجم الفلسفة، بل يراها تنزل بمستوى الإنسان ليبلغ المعرفة الخاصة بالعالم. لا يليق به أن ينحدر إلى الفلسفة الهيلينية والتي يسمَّيها بشكل رمزي قائلًا إنها أركان العالم الحاضر، إذ هي ناقصة لم تكتمل بعد، وهي مجرد مبادئ تمهيدية للحق.
* هل يقول أحدكم إن الفلسفة التي اكتشفها أهل اليونان قد جاءت نتيجة الفهم البشري، إلا أني أجد الكتاب المقدس يقول إن الفهم هو من الله ذاته. فالمرنم يعتبر الفهم أعظم هبة مجانية ويحث المؤمنين قائلًا، بأن داود بالرغم من فيض تجاربه، ومعرفته، يكتب: "علمني الرقة والحكمة والمعرفة، لأنني آمنت بوصاياك".
* بقول الرسول: "بحسب أركان العالم وليس بحسب المسيح" يؤكد أن التعليم الهيليني (اليوناني) تعليم أوليَّ، أما تعليم المسيح فكامل.
القديس إكليمنضس السكندري
لقد أعطى العلامة ترتليان إجابة واضحة وقاطعة اتسمت بالعنف الشديد ، إذ يقول: [أية شركة بين الفيلسوف والمسيحي، بين تلميذ اليونان حليف الباطل وتلميذ السماء عدو الباطل وحليف الحق؟ حتى حكمة سقراط لم تصل إلى شيء يعتد به، لأنه ليس ثمة شخص يمكنه أن يعرف الله معرفة حقيقية بغير المسيح، أو يعرف المسيح من دون الروح القدس، ثم أن سقراط نفسه يعترف أن جنًا كان يقوده ويهتف في قلبه. أما أفلاطون فيقول إنه من العسير أن يجد الإنسان صانع الكون ووالده، بينما أبسط مسيحي قد وجده .]

يرى ترتليان أن الهراطقة وجدوا أسلحتهم في الفلسفة، ففالنتينوس أخذ هرطقته عن أفلاطون، ومرقيون عن الرواقيين والأبيقوريين وغيرهم من الفلاسفة. لهذا كثيرًا ما يردد تليان تحذير معلمنا بولس الرسول: "أحذروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة" كو 8:2.
هكذا يرفض ترتليان بطريقة قاطعة أية دراسة فلسفية، إذ يقول: "أية شركة بين أثينا وأورشليم، أو بين الأكاديمية والكنيسة، أو بين الهراطقة والمسيحيين؟! تعاليمنا تأتي من رواق سليمان الذي علمنا أنه يجب علينا أن نطلب الله ببساطة قلب كاملة. أنه لأمر رديء أن يقيم البعض مسيحية رواقية أو أفلاطونية أو جدلية. أما نحن فلم يعد لدينا حب استطلاع بعد أن عرفنا يسوع المسيح، ولا نطلب أن نبحث عن شيء بعد الإنجيل. مادمنا قد آمنا فما حاجتنا أن نؤمن بشيء آخر. إن أول بنود إيماننا هو ألا نؤمن بشيء غير هذا الإيمان ".
أما القديس هيبوليتس وإن كان له معرفة أوسع مما لترتليان لكنه لم يكن متعاطفًا مع الهيلينية أو فلسفتها التي نظر إليها كمصدر للهرطقات.
لم يحدث أن قصد العلامة أوريجينوس بهذا المصطلح "الروحانية" المسيحية، لكنه كان يستخدم المصطلح "teleios" (البولسي)- نسبة إلى الرسول بولس، بمعنى كامل، أو "pneumatikos" بمعنى روحاني. أما كلمة" gnostikos " فنادرة الاستخدام عنده، استخدمها مرة واحدة للتعبير عن "روحاني" في وثيقة بالية، وفي قصد تهكمي موجه للمتمسكين بالغنوسية المزعومة.
* قضيت زمانًا طويلًا في الباطل، وأضعت تقريبًا كل شبابي أبحث عن نوعٍ من الحكمة هي جهالة عند الله. فجأة مثل إنسانٍ قام من نومٍ عميقٍ فتحت عيني على نور حق الإنجيل العجيب، فأدركت عدم نفع حكمة رؤساء هذا العالم التي تزول (1 كو 2: 6). سكبت دموعًا كثيرة على حياتي البائسة وطلبت أن أنال هداية كي ألتصق بتعليم الدين الحقيقي.
القديس باسيليوس الكبير
* العقل الذي ينسى المعرفة الحقيقية يشن حربًا مع الناس لأجل أمور ضارة به يظنها نافعة له.

القديس مرقسالناسك
* هذا الإنسان إنسان عالمي ينتبه لتعاليم الناس، ضحية الفلسفة، لأنه لا يتصرف في المسيح بملء اللاهوت.

* لئلا تضل النفس وتقع في خداع الفلسفة الوثنية، فإنها تقبل الدرس الأفضل الذي للولاء الأكمل للإيمان المقدس الذي علَّم به الرسول في كلمات موصى بها.
القديس هيلاري أسقف بواتييه
* نحترس، بوجه خاص، لئلا ونحن نجاهد في طلب للحكمة، التي هي كائنة في المسيح وحده المذخر فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة - أقول نحترس لئلا باسم المسيح ذاته، يخدعنا الهراطقة أو أية أحزاب فاسدة الذهن ومُحبة لهذا العالم.

القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ليست المعرفة هي التي تعبر بل الوضع الذي فيه تكون المعرفة جزئية
أنه لا عداوة بين المسيحية والفلسفة
المعرفة الحقيقية ليست المعرفة العقلية
منع تدريس الكيمياء والفلسفة بمدارس داعش
علم اللاهوت والفلسفة


الساعة الآن 11:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024