رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مصادر الغنوسية (المعرفة) أوضح إكليمنضس في مواضع متفرقة أن الله هو مصدر كل شيء صالح ونافع، لذلك رأى أن كل نقاط الحق الجزئية التي وجدت عند الفلاسفة إنما هي عطية إلهية. أما الغنوسية في كمالها أو الحق الكامل إنما هو عطية الله خلال الابن، هبة المسيح نفسه لنا. [قد يقول قائل إن اليونان اكتشفوا الفلسفة خلال الفهم البشري، لكنني أجد الكتاب المقدس يقول بأن الفهم هو من عند الله. لذلك يصرخ المرتل، قائلًا: "أنا عبدك فهمني..." (مز 125:119)...(498).] [الغنوسية، التي هي المعرفة وإدراك الأمور الحاضرة والمستقبلية والماضية، كأمور أكيدة وموثوق فيها، يمنحها ابن الله الذي هو "الحكمة" ويعلنها... .] أوضح إكليمنضسأن السيد المسيح يهب الغنوسية خلال قراءة الكتاب المقدس بروح كنسي حتى لا نسيء فهمها كالهراطقة. بهذا نحمل الكمال بسلوكنا الإنجيلي الكامل، إذ يقول: [بقبول الإنجيل يصير الإنسان كاملًا بعد ما كان سالكًا حسب الناموس.] يؤكد أيضًا أن المعمودية تجعل الغنوسية ممكنة بالنسبة لنا، باستنارة عيوننا الداخلية. أعطى القديس اهتماما بالحب كمصدر للغنوسية، فإنها عليه تتأسس: الله حب، يعرفه الذين يحبونه... لهذا يلزمنا أن ندخل إلى معرفة خلال الحب الإلهي، فتتأمل الشبه بشبيهه. نعرف إله الحب بممارسة الحب، ممارسة الحياة السماوية. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [عجبًا! أية صداقة هذه؟! إذ يخبرنا بخفاياه، إذ يقول "بسرّ مشيئته"، لأن أحدًا يقول بأنه عرّفنا بالأشياء التي في قلبه. هنا حقًا السرّ المملوء حكمة وفطنة. فأية حكمة مثل هذه؟ الذين كانوا لا يساوون شيئًا رفعهم في لحظة إلى الغنى والفيض. أي تدبير حكيم هكذا؟! الذي كان عدوًا ومُبغضًا في لحظة ارتفع إلى العلا... هذا تم في الوقت المعين؛ إنه عمل الحكمة، تحقق بواسطة الصليب.] * فقط عندما يكون للشخص حب عندئذ يُقال أنه يعرف كما يجب . * يعني بولس أن المعرفة هي أمر عظيم ونافع للغاية لمن يقتنيها مادامت تتلطف بالمحبة. أمبروسياستر عكس الكبرياء الذي للشياطين، والذي بسببه خضع الجنس البشري لعقوبة يستحقونها، ظهر القدير في شكل عبد..ٍ. غير أن الناس فشلوا في معرفته، لأنهم تمثلوا بالشياطين في الكبرياء لا في المعرفة، فانتفخوا في دنسٍ. * المعرفة صالحة ما دامت في صحبة الحب، وإلا فإنها تنفخ الإنسان بالكبرياء . * حقًا إن المتكبر يدعى منتفخًا كما لو كان متعاليًا مع الريح. هنا يقول الرسول: "العلم ينفخ ولكن المحبَّة تبني". *"العلم ينفخ، ولكن المحبة تبني"، لكن المحبة لا تنتفخ ولا تتكبر. لذلك ليت المعرفة تكون كقصة تقوم على مبنى المحبة التي ستبقى إلى الأبد عندما تسقط المعرفة. * المعرفة التي من نوعٍ صالحٍ هي خادمة للحب، فإن المعرفة بدون الحب تنفخ [8]، ولكن إذ الحب يبني يملأ القلب فلا تجد المعرفة فراغًا به تنتفخ . القديس أغسطينوس الشهيد كبريانوس |
|