رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَتَرْبِضُ، وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُ، وَيَتَضَرَّعُ إِلَى وَجْهِكَ كَثِيرُونَ [19]. لا يليق بالإنسان أن يضطرب، بل يربض أو يرقد ويستريح دون إزعاج، لأنه في أحضان الله، تحوط به العناية الإلهية. يصير الشخص ليس فقط في آمان، ليس من أعداء يتغلبون عليه، ولا من كوارث تهز كيانه، وإنما يتضرع إلى وجهه كثيرون، إذ يجدون سلامًا وتعزية في مجرد التطلع إلى وجهه. يرون صورة المخلص ربنا يسوع مطبوعة على وجهه، تشهد لسكناه في قلبه. من يستعطف وجه الله، يحمل صورة وجه الله، فيستعطفه كثيرون. * من يطلب المجد الحاضر بلا شك يخشى الاحتقار. من كان فاغر فمه على الدوام طالبًا الربح حتمًا يخشى الخسارة... أما من تأصل في الاشتياق نحو الأبدية وحدها، فإنه لا يتشامخ بالثروة، ولا يهتز بالمصائب. إذ ليس له شيء في هذا العالم يشتهيه، فإنه لا يوجد ما يخشاه من العالم. ألم يربض بولس ويستريح قلبه بلا خوف عندما قال: "فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" (رو 8: 38- 39). قوة هذا الحب مدحه صوت الكنيسة المقدسة حين قيل في نشيد الأناشيد: "لأن المحبة قوية كالموت" (نش 8: 6). فيُقارن الحب بقوة الموت الذي إذ تمسك به النفس تموت تمامًا عن مباهج العالم. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|