إن الألم ضروري لنا جميعًا، لأن من أعمق الألم يخرج أقوى يقين في وجود الله وفي محبته. فالدموع غالبًا ما تكون التلسكوب الذي نرى من خلاله ما في السماء. وقد اختبرنا أن أحسن أوقاتنا الروحية التي شعرنا فيها بقرب الرب منا، هي الأوقات التي استطعنا أن نقول فيها: «أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ، لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي» (مزمور٣١: ٧). وحقًا قال أحدهم: إنني على يقين بأنني لم أنمو في النعمة في أي مكان مثلما فعلت على سرير الألم. إن الذي لا يعرف المصاعب، سوف لا يعرف القوة. والذي لا يواجه مصيبة، سوف لا يحتاج إلى شجاعة. وإنها لَمَسألة غامضة، أنَّ أفضل صفات وخصائص الطبيعة البشرية التي نحبها، تنمو في تربة مخلوطة بالآلام. ومن المؤكد أن المؤمن يخرج من كل تجربة مؤلمة بأملاكٍ روحية جزيلة (تكوين١٥: ١٣، ١٤). فيا ليتك يا رفيق سياحة البرية أن تستثمر ألمك وتجربتك لمجد الرب إلهك، ولخير الآخرين، ولتقدمك الروحي.!