رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَوْ دَعَوْتُ فَاسْتَجَابَ لِي، لَمَا آمَنْتُ بِأَنَّهُ سَمِعَ صَوْتِي [16]. يفسر البعض هذه العبارة: إنه إذ آمن سُمعت صلواته، ليس من أجل صلاته نفسها، لكن من أجل اسم الله القدوس الذي آمن به. "لا من أجلكم أنا صانع يقول السيد الرب، فليكن معلومًا لكم" (حز 36: 32). يري البابا غريغوريوس (الكبير) في حديث أيوب هنا صورة حيَّة للصراع المستمر في حياة المؤمن، فإنه بالنعمة يدعو الله فيستجيب له، حيث يلتهب قلبه بحب الإلهيات لكن وسط هذا السمو العجيب تقتحم الأفكار الزمنية الفكر، فيجد المؤمن نفسه كمن سقط، فيظن أن الله لا يسمع صوته. * كثيرًا ما يلتهب الذهن بنار الحب الإلهي، ويرتفع ليرى السماويات والأسرار الخفية. ينتقل الذهن إلى العلا، وُيجرح بالحب الكامل، ويصير متغربًا عن الأمور السفلية؛ لكنه بعد ذلك إذ يُضرب بتجربة مفاجئة تنحني النفس التي سندها الله بهدفٍ واضحٍ، وتُجرح بتجربةٍ تهاجمها. إنها تقف في حيرة تتردد بين الممارسات الصالحة والشريرة، ولا تستطيع أن تخبر أي الجانبين أقوى. كثيرًا ما يحدث أنها تقف في دهشة كيف تقتني الحقائق العلوية بينما تصارع مع الأفكار الشريرة. مرة أخرى تحتاج أن تعرف كيف تتسلل إليها الأفكار الشريرة بينما تنقلها غيرة الروح القدس بقوةٍ إلى الأمور السامية. هذه الحركات المتناوبة (بين الأفكار السماوية والشريرة) يراها المرتل بحق عندما يعلن: "يصعدون إلى السماوات، يهبطون إلى الأعماق" (مز 107: 26)... يرتعب الذهن من تحركاته هذه، ومن الأمور التي يخضع لها لا إراديًا، حتى يظن في نفسه أنه مطرود ومرذول. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|