رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الْبَاسِطُ السَّمَاوَاتِ وَحْدَهُ، وَالْمَاشِي عَلَى أَعَالِي الْبَحْرِ [8]. الله الذي خلق الكون يحفظ ناموس الطبيعة فتبقى السماوات مبسوطة، وبدون عنايته لانهار نظامها. إنه يطأ البحار بقدميه ويمنعها من أن "ترجع لتغطي الأرض" (مز 104: 9). إنه يسير على الأمواج الهائجة، معلنًا أنه وحده يهدئ كل أمواج التجارب الثائرة ضدنا. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنه ليس من وجه للمقارنة بين ما فعله موسى النبي أثناء عبور البحر الأحمر وسير السيد المسيح على الماء. فما فعله موسى مارسه كخادمٍ خلال الصلاة, أما السيد المسيح فبسلطانٍ مطلقٍ. عندما هبت الريح عبروا تحت قيادة موسى على أرض جافة وسط البحر (خر 14: 21), أما السيد المسيح فسار على سطح البحر كما على طريقٍ، ليشهد عن ما ورد في الكتاب المقدس "السائر على البحر كما على رصيف". *"الباسط السماوات وحده" [8] بماذا يشير بالسماوات إلا إلى الحياة السماوية ذاتها التي للكارزين، الذين قال عنهم المرتل: "السماوات تعلن مجد الله" (مز 19: 1). البابا غريغوريوس (الكبير) * إنه الرب الذي يختم ويحصي حشد الكواكب (أي 9: 6). هو وحده الذي يبسط السماء، وقد سار على البحر كما على رصيف (أي 9: 8، مت 14: 25). عندما رآه بطرس يسير قال: "ياسيد، مُرني أن آتي إليك على الماء" (مت 14: 28). أمره الرب، لكنه تردد وكاد أن يغرق ويهلك بين الأمواج، لولا أن الرب بسط يمينه إليه (مت 14: 29-31). الجسد ترنح، ويمين الرب أنقذت. وقال له الرب: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟" (مت 14: 31) إنه الإيمان هو الذي مشى في شخص الرسول، وليس الجسد. القديس أمبروسيوس بالحق قال عنه بالروح القدس الذي نطق قديمًا جدًا خلال الطوباوي أيوب: "الباسط السماوات وحده، والماشي على البحر كما على الأرض". قيل عنه في شخص الحكمة: "سكنت في الأماكن العلوية، وعرشي كان في عمود سحاب" (سيراخ 4:24-5). بالمثل أعلن داود في المزمور: "في البحر طريقك يا الله، وسبلك في المياه الكثيرة" (مز 19:77) لاحظ أيضًا حبقوق: "سير المياه طما، أعطت اللجة صوتها" (حب 10:3). الأب خروماتيوس |
|