رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة للكمال بعد أن استعرض صورًا مؤلمة عن الإنسان المرائي ويقصد به "أيوب"، يقدم لنا صورة مبهجة للإنسان الكامل، مطالبًا أيوب أن يترك رياءه ليسلك طريق الكمال. ولعله وهو يصف ما يتمتع به الإنسان الكامل من رضا الله عنه وعن ذبائحه وتقدماته، وكيف يملأ فمه فرحًا وشفتيه هتافًا، ويتمتع بالنصرة على الأعداء الذين يحزنهم الرب، وضع أمام نفسه والصديقين أليفاز وصوفر. وكأنه يدعو أيوب أن يترك شره الخفي ويقتدي بأصحابه الثلاثة، الذين في ذهن بلدد هم كاملون. يرى بلدد أن خيمة أيوب الشرير لم يعد لها وجود، أما هم فلهم مساكنهم محصنة بالله، يرى الأب هيسيخيوس الأورشليمي أن ما تحدث به بلدد بخصوص الكاملين في الرب ينطبق على أيوب، ففيما هو يتهمه بالشر ويدعوه إلى الكمال، إذا به يدافع عنه وهو لا يدري. هُوَذَا اللهُ لاَ يَرْفُضُ الْكَامِلَ، وَلاَ يَأْخُذُ بِيَدِ فَاعِلِي الشَّرِّ [20]. في ختام حديثه يلخص بلدد فهمه اللاهوتي الأدبي وهو أن الله لا يرفض الكامل، بل يستجيب لطلبه حتى وإن بدا كأنه قد رفضه. ويحول نوحه إلى رقصٍ وفرحٍ، فيملأ فمه الداخلي بالضحك الروحي. عندئذ يخزى الذين عَيَّروه حينما يرونه قد عاد على رخائه الأول وفرحه. يصير لباسهم هو الخزي والعار عندما يرونه متوجًا بالمجدِ يقابل هذا أن الله لا يسند فاعلي الشر ويبيد خيمهم. ولعله أراد أن يلمح هنا إلى أيوب بكونه شريرًا لم يسمع الله لصرخاته، وقد أباد مسكنه تمامًا مع أسرته. هذا هو حكم بلدد على أيوب الذي ينصحه أن يرجع عن شره ويتوب ويتهمه بالشر والرياء. حكم عليه وهو لا يعلم ما في قلبه ولا ما في فكره، بل لا يعلم ما دار بين الله والشيطان في السماء. * على أي الأحوال فإن أيوب ليس بالإنسان الشرير، ولا بالجندي الشرير. على العكس يمكن للشخص أن يطبق عليه ما أضافه بلدد وهو غير مدرك أنه فيما هو يتهمه إذا به يصير مدافعًا عنه. الأب هيسيخيوس الأورشليمي البابا غريغوريوس (الكبير) عِنْدَمَا يَمْلأ فَمَكَ ضَحِكًا، وَشَفَتَيْكَ هُتَافًا [21]. يدعو بلدد أيوب لترك الشر والسلوك في طريق الكمال، لكي يتمتع بالضحك الروحي، والفرح في الرب. هذا الفرح الذي ينعم به المؤمن الحقيقي، حيث يحمل في داخله ربنا يسوع مُفرح القلوب. المسيحية دعوة للتمتع بفرح السماء، فإن كان مسيحنا قد نزل من السماء متجسدًا، إنما لكي يحملنا إلى سماواته عروسًا متهللة بعريسها، لهذا يدعونا الرسول بولس وهو في السجن: "افرحوا في كل حين، وأقول يا إخوتي افرحوا". يرى القديس أنبا أنطونيوس أن الفرح هو طعام النفس، بدونه تجوع وتموت. الفرح الداخلي السماوي يسند النفس في تغربها عن موطنها السماوي، ويهيئ الجسد ليحمل سمة أشبه بالروحانية، فيتهيأ ليصير جسدًا روحانيًا في يوم الرب العظيم. * كما أن الأشجار إن لم تشرب من الماء لا يمكنها أن تنمو، هكذا النفس إن لم تقبل الفرح السماوي لا يمكنها أن تنمو وتصعد إلى العلاء. أما النفوس التي قبلت الروح والفرح السمائي فهي التي تستطيع الارتفاع إلى العلاء.. فقد انكشفت لها أسرار ملكوت السماوات وهي بعد في هذا الجسد، ووجدت دالة قدام الله في كل شيء، وكملت لها جميع طلباتها. * النفس دائما تتربى بهذا الفرح وتسعد به، وبه تصعد إلى السماء، فهي كالجسد لها غذاؤها الروحي. القديس أنطونيوس الكبير الشيخ الروحاني ومن الجانب الآخر يليق بالإنسان ألا يكون مكتئبًا متجهمًا، بل فقط جادًا. لأني أفضل لمن كانت له ملامح صارمة أن يبتسم. الابتسامة هي إحدى مبادئ التربية وموضوعاتها. القديس إكليمنضس السكندري القديس يوحنا الذهبي الفم القديس غريغوريوس أسقف نيصص الأب هيسيخيوس الأورشليمي العلامة أوريجينوس أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح" (يو 16: 20). مرة أخرى: "سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22). بخصوص هذا الضحك الذي للكنيسة المقدسة يقول سليمان: "تضحك في اليوم الأخير" (أم 31: 25). قيل أيضًا إن من يخاف الرب يسير ذلك معه حسنًا حتى النهاية. لا يوجد هناك ضحك الجسد، بل ضحك القلب... البابا غريغوريوس (الكبير) يَلْبِسُ مُبْغِضُوكَ خِزْيًا، أَمَّا خَيْمَةُ الأَشْرَارِ فَلاَ تَكُونُ [22]. * "يلبس مخاصموك خزيًا"، سواء كانوا المنظورين أو غير المنظورين... فقد لبس المصري الخزي عندما رأى يوسف (تك 39: 20-21). صارت إيزابيل في نفس الوضع عندما رأت إيليا يشترك في وضع القديسين، ذاك الذي اضطهدته بطغيان (1 مل 19: 2)، أيضا المخاصمون لأيوب غير المنتصرين لبسوا أيضًا خزيًا عندما رأوا أيوب متهللًا بين الملائكة. الأب هيسيخيوس الأورشليمي البابا غريغوريوس (الكبير) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | دعوة أيوب إلى التأمل جيدًا في كلمات الله العجيب |
أيوب | دعوة للصمت |
استئذانه أيوب للكلام |
(صمت أصدقاء أيوب) للكلام وقت وللصمت وقت |
( أصدقاء أيوب) للكلام وقت وللصمت وقت! |