رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“… عَلَى أَنَّ خَبَرَ يَسُوعَ زَادَ انْتِشَاراً، حَتَّى تَوَافَدَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِيَسْتَمِعُوا إِلَيْهِ وَيَنَالُوا الشِّفَاءَ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ. أَمَّا هُوَ، فَكَانَ يَنْسَحِبُ إِلَى الأَمَاكِنِ الْخَالِيَةِ حَيْثُ يُصَلِّي” (إنجيل لوقا 15:5-16) كانَت خِدمَة يسوع مُزدَحِمة دائِماً، وقَد كانَت لِكُل دَقيقة تَمُرّ في الثَلاث سَنَوات من خِدمَتهِ الفِعلِيَّة التي قَضاها على الأرض كانَت لها قيمَتها الثَّمينة التي لا تُعَوَّض، وتُخبِرنا الآية أعلاه أنَّ الجُموع كانَت تَنتَظِر يسوع من أجل الاِستِماع إلى ما سَيَقولهُ والتَّعَلُّم مِنهُ ونَوال البَرَكات، وقَد كانَت هذهِ فُرصة مُناسِبة جِدّاً ليَسوع لكي يَخرُج إلَيهِم ويُكَلِّمهُم فهذهِ هي خِدمَتُه، لكِنَّنا نَتَفاجَأ أنَّهُ كانَ يَنسَحِب عنهُم إلى الأماكِن الخالِية ويُصَلِّي. ما الذي كانَ يَدفَع يسوع لذلك؟ ما دَفَعَهُ لذلك هو عِلمهِ التَّام بأنَّه إن لم يَكُن في خَلوَة مُستَمِرَّة مع الله الآب من أجل الصَّلاة فلَن تَكون خِدمَتهُ فَعَّالة ومُثمِرة على الأرض. لأنَّ الصَّلاة هي الطَّريقة التي نُخاطِب فيها الآب وهي الوَسيلة التي يَستَخدِمها الله لتَتميم مَقاصِده في هذا العالَم، لذلك إن أرَدتَ أن تَكون في خِدمة روحِيَّة مُثمِرة وحَياة إيمان ناجِحة، فعَليكَ أن تَدخُل إلى مَخدَعِك وتُصَلِّي لِأبيكَ الذي في السَّماء. ومَهما كانَت انشغالاتك فهي لن تَكون بِحَجم انشِغالات الرَّب يسوع نَفسهُ الذي هو كَلِمَة الله الذي ظَهَرَ في الجَسَد لثلاث سنين من الزَّمان لكي يُعلِن للنَّاس عن رِسالَة الإنجيل، ولن يَكون وَقتكَ أثمَنَ من وَقتهِ، لذلك عُذرك غَير مَقبول إن قُلتَ أنَّكَ لا تَملِك وَقتاً للصَّلاة. |
|