رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقدم لنا البابا غريغوريوس (الكبير) أمثلة كثيرة كيف صارت حياة الإنسان حتى في جهاده الروحي "تجربة" يعاني منها. على سبيل المثال يذكر أن الإنسان وهو يجاهد أن يمتنع عن الحياة المترفة المُبالغ فيها، فإن امتناعه هذا أو نسكه يمكن أن يصير تجربة له. فبالنسك يصير وجهه شاحبًا، وإذ يلاحظ الآخرون وجهه الشاحب يحسبونه مستحقًا للكرامة فيمدحونه، وخلال مديحهم له يتسرب المجد الباطل إلى ذهن الناسك. يقدم لنا مثلًا آخر: قد يوهب لإنسان معرفة الناموس الإلهي، فيبتهج بأنه نال فهمًا أكثر من غيره، فيرتفع ببهجة تحمل أنانية، وبتشامخه يفسد عطية الفهم التي نالها. ففي يوم الدينونة يكون حاله أسوأ من غيره بذات الأمر الذي بدا فيه أكثر من غيره بهاء في هذه الحياة. هكذا يقدم أمثلة كثيرة لفضائل متنوعة تتحول إلى تدميره بسبب فساد طبيعته، فيصير ما هو للبنيان هو عينه لهلاكه، لأن حياته "تجربة". |
|