رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* ما أتعس حال الإنسان! كالأجير، يتعب ويكد لأجل الآخرين وهو نفسه في عوزٍ! ولا يقوى على مساندة نفسه، إلا بواسطة تعاطف الآخرين! كل يوم يتكبد عبودية مُرّة تحت قهر الخوف والفزع. ولئلا يمسك به سيده، يظن أنه يستطيع أن يختبئ منه في ظل هذا العالم؛ الظل الجائل الهائم الهارب! فكِّر في ذاك الذي يتحدث عنه سيراخ في سفر الحكمة Ecclesiascticus "كل إنسان يخطئ على فراشه مستهينًا وقائلًا في نفسه: "من يراني؟ فالظلمة حولي، والحيطان تخفيني؛ ممن أخاف؟" (سيراخ 18:23). ألا تظنوا أن ذلك الإنسان أجير مسرف...؟، مثل الشاب الذي ورد في الإنجيل الذي نقرأ عنه أنه تسلم من أبيه نصيب الميراث، وعندما صار في عوزٍ وفي حاجة، بدأ يرعى قطعان الآخرين كوسيلةٍ لإشباع جوعه وسداد نفقاته بما يتقاضاه (لو 11:15-16)، لكنه على الأقل قد اهتدى في النهاية وتاب، لأنه عاد إلى أبيه، ولم يكتم خطاياه بل كشف عنها. لكن الإنسان الذي يظن أن الله لا يراه، ذاك الذي يرى كل شيء، وأن آثامه يمكن أن يخفيها الظلام، إنما يعيش في الظل، لكنه عبثًا يظن أنه يهرب من المراقبة، حيث عين الرب، الأبهى من الشمس، تكشف عن كل الأسرار والخفايا، وتنير كل ظلمة، وتدخل إلى معرفة عمق القلب، وتخترق إلى العلو والأعماق (يو 19:3-20؛ سيراخ 19:23(28)). ولهذا فالإنسان الذي يظن أنه في حماية الظلام، ظنه باطل؛ لأنه لا يقوى على الهروب من النور الذي ينير في الظلمة، والظلمة لم تمسك به (يو 5:1). من ثمة يُكتشف كهاربٍ وأجيرٍ شريرٍ، ويتم التعرف عليه قبل أن يُخفي نفسه! لأن كل الأشياء معروفة للرب، قبل أن يفحصها، لا بالنسبة للأحداث الماضية فقط، بل والمستقبلة أيضًا. القديس أمبروسيوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عدل الله الذي يكافئ الإنسان الذي يرحم الآخرين بمراحم إلهية |
الإنسان الذي يظن أنه لا يراه ذاك الذي يرى كل الأشياء |
الذي يراه الله مناسبا" لنا |
الذي يراه الله مناسبا" لنا |
الذي يراه الله مناسبا لنا |