منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 02 - 2023, 12:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

سمات سفر أيوب في الكتاب المقدس

سمات سفر أيوب

بالإضافة إلى أنه سفر مُوحى به، فإنه أحد القطع الأدبية الرائعة في العالم. بجانب ما حمله السفر من حقائق علمية اكتشفت حديثًا، فهو قطعة شعرية رائعة من أعظم ما عرفه الأدب القديم والحديث، يتذوقها من يقرأه في لغته الأصلية. كقصة متماسكة متصلة تتوفر فيها كل عناصر الحبكة القصصية وانسجام الشخصيات مع سياق القصة، وكلها دلائل على الفن القصصي الرفيع.
1. يكمن مفتاح السفر في الآيات 1: 9-11؛ 2: 4-5، حيث يرى الشيطان أن الإنسان يخدم الله من أجل هباته. فإن نُزعت عنه هذه الهبات وحلت به الضيقات، يعطي الإنسان القفا لله.
2. من أبرز ما قدمه السفر الكشف عن مفهوم العقيدة الإيمانية. فقد كان الأصدقاء الثلاثة فلاسفة، علماء لاهوت، أصحاب معرفة، متدينين، يجيدون معرفة صفات الله، خاصة العدل الإلهي، لكن معرفتهم نظرية عقلانية، قدموا حقائق لاهوتية أكثرها صادقة وهامة، لكنهم لم يتمتعوا بالحقائق والأسرار الإلهية كحياة يتمتعون بها في سلوكم اليومي. جاءت عقائدهم جافة بلا روح، بل ومدمرة لهم ولمن حولهم.
3. طابع السفر ولغته وما ورد فيه من عادات وأفكار تكشف عن قِدَمْ السفر. طول عمر أيوب يكشف عن أنه ينتمي إلى عصر الآباء قبل موسى النبي. لا يشير إلى النظام اللاوي للذبائح والكهنوت، ولا عن وجود أمة إسرائيل. هذا كله جعل أغلب الدارسين يعتقدون أنه أقدم أسفار الكتاب المقدس.
4. الله محب للحوار: يقدم لنا سفر أيوب صورة رائعة عن معاملات الله مع خليقته. فمع أنه الله القدير، خالق السماء والأرض، لكنه يقدس حرية الإرادة. أعطى حتى للشيطان المقاوم والمُفتري والمُضل فرصته للحوار بكل حرية، ومع شهادة الله لعبده البار أيوب استمع لاتهام الشيطان ضده بطول أناةٍ حتى يكتشف المضل نفسه برّ أيوب. مع ما حمله حواره مع الله من لوم لله أحيانًا، إلا أن الله يعمل في القلب المفتوح الصريح.
يظهر الله في هذا السفر، سواء في حواره مع الشيطان، أو مع أيوب أنه محب للحوار، وليس لإصدار أوامرٍ ونواهٍ لكي تُنفذ إلزامًا دون اعتراض. إنه أب يعلمنا كيف نتعامل حتى مع مقاومينا، نستمع بطول أناة لأولادنا ومرؤوسينا والمقاومين لنا، ونعطيهم فرصتهم للتعبير عن أنفسهم.
5. الله قريب من أولاده، خاصة وهم في أتون التجارب، سواء خلال أعماله الظاهرة أو الخفية. إنه يخفي أحيانًا عن الأعين حضرته في وسط أولاده حتى يزكيهم في إيمانهم. الله ليس مصدر الألم والشقاء والضيق، لكنه يسمح به، لتزكية قديسيه.
* أيها الأحباء، هل التجربة صعبة؟ دعونا نحتمل المصاعب، لأنه ليس أحد يتجنب الرماح وتراب المعركة يفوز بالإكليل. هل العدو يخدعكم، وحربه بلا فائدة...؟
هذه التجارب ضعيفة، لأن الرب قد مزج شرهم بالضعف. لكن دعونا نحذر من صراخنا بصوت عالٍ بسبب ألمٍ قليلٍ. إننا بهذا نكون مدانين. إذ تحرمون أنفسكم من المكافأة الأبدية التي تُعطى للأبرار.
أنتم أبناء الذين اعترفوا بالمسيح. أنتم أبناء الشهداء. لقد قاوموا حتى الدم ضد الخطية. لذلك اجعلوا أمثلة من هؤلاء قريبة وعزيزة لديكم لتصبحوا شجعان لأجل مسيحيتكم.
ليس فينا من يُنزع جلده من جسده... لم يعانِ أحد منا من مصادرة مسكنه... لم نُسق إلى المنفى، لم نسجن... إذن ما هو حجم المعاناة التي تكبدناها...؟ حقيقة ربما نعتبر مصدر ألمنا هو أننا لم نعانِ شيئًا. وأننا غير مستحقين لآلام المسيح.
القديس باسيليوس الكبير
* كرب هو الطريق الذي يدخل بنا إلى الحياة، وضيّق أيضًا، لكن المكافأة رائعة وعظيمة إذ ندخله في مجدٍ!
القديس كبريانوس
6. تقدم لنا هذه القصيدة الشعرية في عبارات واضحة الحقائق الخمس:
أ- فكرة عن علم اللاهوت البدائي: تم البحث في هذا السفر بغاية الوضوح والإسهاب والوقار والفصاحة الروحية عن وجود الله، وصفاته المجيدة وكمالاته، وحكمته التي لا تُوصف، وقدرته التي لا تُقاوم، ومجده الذي لا يُدرك، وعدله الذي لا يُلغى، وعظمته التي لا يُعبر عنها.
ب- يقدم لنا عينة من تقوى بعض الأممين، فأيوب لم يكن من شعب الله الخاص، لم يكن إسرائيليًا، ولا دخيلًا على إسرائيل، ومع ذلك لم يكن هناك نظير له في التقوى.
ج- يقدم لنا تفسيرًا للمشكلتين الغامضتين، وهما نجاح الأشرار أحيانًا ونكبات الأبرار.

يطمئننا القديس أغسطينوسأنه وإن وُجدت الحنطة مختلطة بالتبن هنا، لكن هذا لن يؤذي الحنطة ولا يفقدها إكليلها، فسيأتي الوقت المعين لعزلها عن التبن، حيث يُحرق التبن في النار: [هذا التبن لا يُهلك من هم حنطة الرب، والذين هم قليلون إن قورنوا بالآخرين، لكنهم هم جمع عظيم. لا يهلك مختارو الله الذين يُجمعون من أقاصي العالم، من أربعة رياح، من أقصى السماء إلى أقصاها (مت 24: 31). ويصرخ المختارون قائلين: "خلِّص يا رب، لأنه قد انقرض التقي، لأنه قد انقطع الأمناء من بني البشر" (مز 12: 1). فيقول لهم الرب: "من يصبر إلى المنتهى (حيث يُقيد الشرّ) فهذا يخلُص" (مت 24: 13).]
د- يقدم لنا مثالًا عظيمًا للصبر والاتصال الوثيق بالله وسط النكبات الشديدة.
ه- يقدم لنا رمزًا للسيد المسيح، وبصفة عامة نقول إن أيوب كابد الآلام الشديدة، وأخلى نفسه وتواضع، من أجل هذا نال مجدًا عظيمًا. وهكذا وضع المسيح نفسه لكي نرتفع نحن. قال القديس جيروم إن أيوب كان رمزًا للمسيح، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب (عب 2:12) واضطهده الناس والشيطان وقتيًا، وبدا أيضًا كأن الله قد تركه. لكنه قام من الأموات أخيرًا، لكي يشفع حتى من أجل خاصته الذين أضافوا ضيقًا على ضيقاته.
7. كمال أيوب: كان القديس يوحنا الذهبي الفمأسيرًا لشخصيتين من الكتاب المقدس، يعشقهما، حتى متى أشار إلى إحداهما لا يقدر أن يكمل ما كان يكتبه أو يتحدث عنه، بل يسترسل في الحديث عن هذه الشخصية العجيبة ليعود بعد فترة معتذرًا أنه قد ابتعد عن موضوع كتابته أو حديثه. هاتان الشخصيتان هما أيوب البار من العهد القديم، وبولس الرسول من العهد الجديد!
كان أيوب كاملًا في فضائله. تعني كلمة "كامل" في لغة السفر مستقيمًا، أو يسير على خط مستقيم، وليس فيه غش أو دوران. كان مستقيمًا في سائر معاملاته، أمينًا في وعوده، ليس قدام الناس فحسب، بل وأمام الله الذي يشهد لكماله. وسرّ كمال أيوب واستقامته هو أنه يتقي الله ويحيد عن الشر. ذُكر في الكتاب المقدس ضمن ثلاثة رجال مباركين هم: نوح ودانيال وأيوب )حز 14: 14-20).
لقد كرّر القديس أغسطينوس في مواضع كثيرة قول القديس أمبروسيوس: [ليس أحد في العالم بلا خطيّة.] لكننا مدعوون لنكون قديسين كاملين بشركتنا الحية العملية مع يسوع المسيح ربنا.
* ليس من يدعو نفسه قديسًا هو قديس، بل ذاك الذي يؤمن بالرب يسوع، ويعيش حسب تعليمه .
ثيؤدوروت أسقف قورش
* كل مؤمن هو قديس بالرغم من كونه إنسانًا يعيش في العالم، إذ يقول (الرسول) "لأن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة، والمرأة غير المؤمنة مقدسة في الرجل" (1 كو 7: 14). أنظر كيف يقيم الإيمان القداسة؟ فإن رأينا علمانيًا (واحدًا من الشعب) في ضيقة يلزمنا أن نمد يدنا إليه، فلا نكون غيورين تجاه سكان الجبال وحدهم، فإن هؤلاء بحق هم قديسون في سلوكهم كما بالإيمان، أما الأولون فقديسون بإيمانهم والكثير منهم بالسلوك أيضًا. إذن ليتنا لا نذهب إلى راهبٍ ملقى في السجن، بينما نمتنع عن الذهاب إلى واحدٍ من الشعب. فالأخير قديس وأخ.
* هو نفسه جعلنا قدّيسين، لكنّنا مدعوّون أن نبقى قدّيسين. القدّيس هو من يحيا في الإيمان، ويسلك حياة بلا لوم.
القديس يوحنا الذهبي الفم

8. أيوب والبرّ الذاتي: يرى البعض أنه لم تكن توجد خطورة من كمال أيوب وقداسته سوى معرفته بكماله، وقد ملأت أفكار البرّ الذاتي حياة أيوب ولازمته طويلًا. من هنا استطاع المجرب أن يجد فيه مكانًا ليشتكي عليه، مما جعل الله يقبل طلب إبليس ويتركه ليجرب أيوب!
ولم يكن هذا الكلام تجنيًا على أيوب البار، بل يظهر من تصرفاته وأقواله صدق هذا الكلام. فمنذ البداية يذكر الكتاب المقدس عن أيوب أنه قدم ذبائح عن بنيه قائلًا ربما أخطأوا، أو هم يحتاجون إلى ذبائح دونه، لأنه اعتبر نفسه غير محتاج مثلهم. ونراه يقول عن نفسه: "كامل أنا، لا أبالي بنفسي، رذلت صباي". وفي الحقيقة كان أيوب يتطلع إلى برّه في وسط جيلٍ معوجٍ ضالٍ، ولكن حين رأى الله أخيرًا عرف حقيقة نفسه حيث يضع نفسه في التراب والرماد.
تمسك أيوب ببرِّه كنبي في العهد القديم يحمل إلينا رمزًا ولو ضئيلًا لكمال السيد المسيح الذي وحده بلا خطية.
* الله وحده هو البارّ والذي يبرّر، يهب الإنسان البرّ.
إنهم يطلبون أن يُثبتوا برّ أنفسهم، بمعنى أنهم يظنّون بأن الصلاح هو من عندهم لا عطيّة إلهية. بهذا "لم يخضعوا لبرّ الله" (رو 10: 3)، لأنهم متكبرون ويحسبون أنهم قادرون على إرضاء الله بذواتهم لا بما لله.
القديس أغسطينوس
9. كانت الحياة تبدو سهلة أمام أيوب، هينة مبهجة، يعيش في الفردوس دون أن يدخل مطلقًا إلى بستان جثسيماني، كأنه ينصب لنفسه خيمة على جبل التجلي! كان كمن يعيش إلى جوار شجرة الحياة، ولم يتعود حمل الصليب بعد. كان من الذين يريدون أن يدخلوا إلى ملكوت الله من الباب الواسع والطريق الرحب، ولقد أراد الله له أن يجرب الطريق الضيق، والصليب والجلجثة، يجرب الأحزان والضيقات ليأخذ بركة الضيقات.
10. لم يقدر أصدقاء أيوب أن يعزوه للأسباب التالية:
أ- لم يأتوا ليعزوه بل ليدينوه.
ب- لم يدركوا معنى التجارب ولم يختبروها.
ج- كلماتهم بشرية، وليست من الله.
11. اتجاهات أصدقاء أيوب:
أ- سار أليفاز في أقواله طريق الاختبار الشخصي (أي 28:41).
ب- انقاد بلدد بالعنف والشدة نحو التقليد البشري وحجة القدامى (أي 8:8).
ج- تبع صوفر طريق الناموس القديم الحرفي (أي 14:11-15).
د- أليهو: روحاني، وهو رمز الوسيط الإلهي.
12. يوبخ الله أيوب، قائلًا له: "من هذا الذي يظلم القضاء بلا معرفة؟" (أي 1:38). هنا يعاتب الله أيوب لكونه يتظلم على قضاء الله، وكأنه يريد أن يقول لأيوب.
* أه يا أيوب لو كان لديك معرفة بأسرار الكون والخلائق غير المنظورة، لما شكوت من قضائي.
* إنني يا أيوب أريد أن أخرس الشيطان المدعي عليك لكي تدخل معي إلى الأبدية وأنت مُزكى، لا يسيطر شيطان عليك.
* كل ما نزعه الشيطان في حقده وحسده سأرده لك مضاعفًا، فهل هذا قضاء ظالم؟
ما يعوق عمل روح الله فينا، هو إننا نريد أن نفرض عليه مشيئتنا، ولا نريد أن نخضع نحن لمشيئته. ليتنا نتعلم أن نعيش في روعة التسليم للمشيئة الإلهية.
* "المجد لله في كل شيء". فإني لن أكف عن القول بهذا مهما حلّ بي.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* لا يحدث شيء بدون الله: نحن نعلم ذلك من مصادر كثيرة. كل من يتحقق أن الله هو العقل والحكمة والصلاح الكامل والحق، وأنه لا يسمح بشيء ليس صالحًا وبه الحق الذي له. لهذا فإن من يتحقق هذا يدرك أن تدابير الله ليس فيها عنصر المصادفة أو التشويش... إنها تناسبنا، ونعرف أن هذه الأمور تحدث للأفضل.
القديس غريغوريوس النيسي
13. لن ييأس إبليس من مقاومة الله في أولاده، لكن قدر ما يثابر على مقاومتهم يمتلئ كأس شره، وتكمل هزيمته، وتتحول مقاومته إلى بركات لأولاد الله.
* ما يقوله سفر أيوب عنه هو مخيف ومرعب (أي 40: 18؛ 41: 7). جنباه نحاس، وظهره حديد مسبوك، أحشاؤه من حجارة صنفرة. هذا وأكثر منه يقول عنه الكتاب المقدس. هذا هو قائد الفرق الشيطانية العظيم والقدير. ولكن ماذا يدعوه صاحب القوة الحق والفريد؟ إنه "ثعلب صغير!" (نش 2: 15). كل الذين مع الشيطان، قواته بكاملها هي موضع سخرية. الله يدعوهم بذات الاسم "الثعالب الصغيرة" ويحث الصيادين ضدهم.
القديس غريغوريوس النيسي
* لا تخافوا مطلقًا تهديدات الشيطان، فإنّه مشلول كأعصاب ميّت.
هرماس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وحدة سفر أيوب في الكتاب المقدس
كيف يبدو سفر أيوب؟ في الكتاب المقدس
سفر أيوب سفر كل عصرٍ في الكتاب المقدس
إنجازات أيوب في الكتاب المقدس
الكتاب المقدس - سفر أيوب


الساعة الآن 09:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024