منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 02 - 2023, 12:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

ما هو مفهوم الشَّريعَةَ في الكتاب المقدس؟




ما هو مفهوم الشَّريعَةَ في الكتاب المقدس؟



هناك الشَّريعَةَ الطبيعية والشَّريعَةَ الدينية. للوثنيين شَريعَة طبيعية، تظهر لهم عن طريق ضميرهم، كما جاء في تعليم بولس الرسول "فالوَثنِيُّونَ الَّذينَ بِلا شَريعَة، إذا عَمِلوا بِحَسَبِ الطَّبيعَةِ ما تَأمُرُ بِه الشَّريعَةَ، كانوا شَريعَة لأَنْفُسِهم، همُ الَّذينَ لا شَريعَة لَهم، فَيدُلُّونَ على أَنَّ ما تَأمُرُ بِه الشَّريعَةَ مِنَ الأَعمالِ مَكتوبٌ في قُلوبِهِم، وتَشهَدُ لَهم ضَمائِرُهم وأَفكارُهم، فهي تارةً تَشكوهُم وتارةً تُدافع ُعنهُم" (رومة 2: 14-15). وتُدعى هذه الشَّريعَةَ طبيعية، لأنَّ العقل الذي يأمر بها من خصائص الطبيعة البشرية. ويُعلق القديس توما الأكويني "نور العقل الذي وضعه الله فينا؛ بها نعلم ما يجب عمله وما يجب تجنبه. والله هو الذي أعطى الخليقة هذا النور أو تلك الشَّريعَةَ". ويصف التعليم المسيحي دور هذه الشَريعَة: "الشَّريعَةَ الطبيعية تعلن الوَصايا الأولى والأساسية التي تُهيمن على الحياة الأخلاقية. ومحورها التوق إلى الله والخضوع له، هو مصدر كل خير وديانة، وكذلك الإحساس بالآخر مساويا للذات" (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1955).



أمَّا الشَّريعَةَ الدينية، فهي شَريعَة العهد القديم، وفي التعبير العبري הַתּוֹרָה "توراه" وفي التعبير اليونانَي νόμος "ناموس" الذي يحمل مدلول قانوني تعني "تعليماً" أعطاه الله للبشر لتنظيم سلوكهم. وينطبق هذا التعليم على المجموعة التشريعية التي ينسبها تقليد العهد القديم إلى موسى النبي. وتشمل الشَّريعَةَ الوَصايا العشر (خروج 2: 2-17)، وهي توصيات خلقية تذكِّر بمطالب الضمير البشري الأساسية، فتُشكِّل أوامر مباشرة، بها يُعرّف الله مشيئته لشعبه. ولهذه الشَريعَة "صبغة إلزامية باسم الله نفسه، وهي تَنْهَى عمّا هو مخالف لمَحبَة الله والقريب، وتأمر بما هو أساسي لها" التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1962).



بالإضافة للوَصايا العشر تشمل الشَّريعَةَ أيضا قواعد قانونية تنظم الشؤون المَدَنِيَّة: الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية، وأخيرا تشمل الشَّريعَةَ قوانين خاصة بالعبادة: طقوسها، وخدامها وشروطها وخاصة قواعد التطهير. ولذا أطلقت على الشَّريعَةَ في العهد القديم تسميات مختلفة: تعليم (توراة)، وشهادة، وأمر، ووَصِيَّة، وحكم أو قضاء، وكلمة، ومشيئة، وطريق الله (مزمور 19: 8-11: 119)، وحكمة (يشوع بن سيراخ 24: 23).



الوَصايا هي متطلبات تدرِّب شعب الله على السير في طريق القداسة التي دعوهم الله إليها، وأهمها الوَصايا العشر (خروج 20: 1-17) وكتاب العهد (خروج 20: 22-23:33)؛ وقد أعاد سفر تثنية الاشتراع جمعها مع التوسع حتى تتلاءم وضرورات الزمن ومتطلباته (تثنية الاشتراع 5: 2-21، 12-28).



المؤتمنون على الشَّريعَةَ والمُتخصِّصون في شرحها هم الكَهَنة، بحكم وظيفتهم، (هوشع 5: 1، إرميا 18: 18، حزقيال 7: 26): ويجب عليهم أن يعلَموا الشعب أحكام الله وأوامره (تثنية الاشتراع 33: 10)، ولذلك تصدر عنهم مجموعة الأحكام التشريعية، وتحت إشرافهم يتم ُّ التوسع في التوراة.



المدافعون عن الشَّريعَةَ هم الأنبياء حيث كان الأنبياء يعترفون بسلطة هذه التوراة، ويُوبّخون الكَهَنة عن إهمالهم لها (هوشع 4: 6، حزقيال 22: 26)، وقد ندَّد النبي هوشع بمخالفات للوَصايا العشر (هوشع 4: 1-2)، ووعظ ارميا النبي بإطاعة كلمات العهد (ارميا 11: 1-12) وعدّد حزقيال النبي بعض الخطايا المأخوذة من كتاب القداسة (حزقيال 22: 1-16).



اهتم حكماء الكتاب المقدس في الشريعة يدعونا يشوع بن سيّراخ لفهم حقيقي لمعنى الشريعة وهي رضى الرّبّ بقوله: "فإِن شِئتَ حَفِظتَ الوَصايا وأَتمَمتَ ما يُرْضيه [الرّبّ] بِأَمانة" (سيراخ 15: 15). لا يتوجب على المؤمن النظر إلى الشريعة إليها من منظورها القانوني والأخلاقي فقط، ولكن كمؤشر للحياة. لا يوجد ذكر للطاعة كغاية في حد ذاتها لسنا نحن مَن نحفظ الشريعة، بقدر ما شريعة الرّبّ هي الّتي تحفظ حياتنا وتحرسنا. ويؤكد الحكيم بن سيراخ أن كلّ مؤمن ليس مدعو ليتعدى على الشريعة بل عليه أنّ يحفظها ويعلّمها، لأنها تكشف خطة الله وحياته الإلهية القادرة على حفظ الحياة الإنسان. فهناك تبادل القّرب الإلهي بقرب بشري من خلال الانسجام في "الخطة الإلهيّة" باختيار ما يرضي الرّبّ (يشوع 15: 20).



الشَّريعَةَ مرتبطة بالعهد. فالعهد يتطلب في الواقع التزاما بحفظ الشَّريعَةَ الإلهية (خروج 19: 7-8). فالشَّريعَةَ هي عنصر أساسي في وعد الشعب الإسرائيلي في مجيء المخلص، إذ تُهيئ للإنجيل وتُعد الشعب المختار وكل مسيحي للتوبة وللإيمان بالله المُخلص. وهذه الشَّريعَةَ بحسب التقليد المسيحي مقدسة (رومة 7:12) وروحية (رومة 7:14) وصالحة (رومة (7: 16) ولكنها ناقصة، لأنها لا تعطي بذاتها القُوَّة ولا نعمة الرُّوح القدس.



يُطلق العهد الجديد اسم "الشَّريعَةَ" على النظام تمييزًا عن تدبير النعمة الذي أسَّسه يَسوع حيث يقول بولس الرسول: "قَد جاءَتِ الشَّريعَةَ لِتَكثُرَ الزَّلَّة، ولكِن حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَة فاضَتِ النِّعمَة" (رومة 5: 20). في حين يتمسك الصَّدُّوقيُّونَ بالتوراة المكتوبة وفي نظرهم الكَهَنة وحدهم هم مفسّرو الشَّريعَةَ الشرعيون؛ فإنَ الفِرِّيسيِّينَ يعترفون بالتوراة المكتوبة وبالتوراة الشفوية أي بتقليد الأجداد.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مفهوم السَّاعَة في الكتاب المقدس
الشَّريعَةَ الأدَبيَّة في الكتاب المقدس
الشَّريعَةَ المَدَنِيَّة في الكتاب المقدس
الشَّريعَةَ الطَّقسِيَّة في الكتاب المقدس
مفهوم الايمان في الكتاب المقدس


الساعة الآن 07:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024