رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَن يُهلك نفسه! فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا ( مر 8: 35 ) عجيب الرب يسوع في كل شيء. عجيب في اتضاعه عندما أخذ صورة العبد وهو السيد الوحيد. وعجيب في حياته الفريدة العجيبة التي لم يفعل أو يطلب فيها شيئًا واحدًا لأجل نفسه. وعجيب في موته الكفاري على الصليب الذي صار الطريق الوحيد للخلاص. لكنه أيضًا عجيب في دعوته للناس أن يتبعوه. فلم يُسمَع في كل التاريخ عن قائد يدعو الناس، الذين يريدون أن يأتوا وراءه ويصبحوا تلاميذه، أن ينكروا ذواتهم ويحملوا الصليب ـ أي يكونوا على استعداد للموت ـ كل يوم ويتبعونه! إن أي قائد لا بد أن يَعِد الناس بما يغريهم على اتباعه، مثل الراحة والسلطان ورغد العيش. أما إنكار الذات والاستعداد للموت فلم تتضمنها دعوة ما على مر التاريخ. لكن سيدنا الفريد الرائع يعلن بكل وضوح أن مَن يُهلك نفسه من أجل شخصه الكريم ومن أجل الإنجيل يخلِّصها. وعلى مر التاريخ - ويا للعجب - استجابت الملايين بل وبكل يقين نقول المليارات لهذه الدعوة الرائعة العجيبة. الكثيرون جدًا من أعقل الناس وأحكمهم وجدوا حياتهم وخلاصهم في الحياة لأجل الرب يسوع ولأجل الإنجيل. ما أروع حياة مَنْ اتخذوا القرار بوضوح: سوف نضع أنفسنا ونُضَيِّع حياتنا لأجل هذا الشخص العظيم! أحدهم هو الرسول بولس الذي يقول: «الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح». وبالمقاييس الإنسانية فقد خسر الرسول كل ما كان يتمتع به من امتيازات عالمية عظيمة جدًا في زمانه، لكنه بكل ثقة يحسبها ”نفاية“ أمام ما حصل عليه من ربح. بمقاييس العالم أضاع الرسول حياته، لكن في الحقيقة قد استطاع أن يستثمرها أعظم استثمار. فعندما عاش لأجل الرب ولأجل الإنجيل كانت حياته ولا زالت بعد ألفي عام من رقاده مؤثرة في العالم كله. مَن يستطيع أن يحصر عدد البلاد التي أثَّرت فيها خدمة الرسول، أو الأشخاص الذين تغيَّرت حياتهم بسبب بشارة نعمة الله التي حملها إليهم. مَن يستطيع أن يتصوَّر السعادة التي تمتع بها وهو يعطي التقرير النهائي عن حياته «جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البر» ( 2تي 4: 7 ، 8). أيضًا مَن يقدر أن يتخيَّل حجم المكافآت التي تنتظره أمام كرسي المسيح. حقًا لقد أحسن الاختيار عندما قرر أن يُهلك نفسه لأجل الرب، فلم يخسر إلا النفاية، وربح كل شي في الزمان والأبدية. . |
|