رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا نيأس فإن الله رحوم: إن كان النبي ملتزمًا أن يكون صريحًا كل الصراحة في إعلان الوصية الإلهية والنبوات دون مداهنة أو مجاملة، لخلاص نفوسهم ونفسه هو أيضًا، لكن هذا لا يعني أن يقسو عليهم. إن كان قبلًا قد تحدث بعنف لأن خطر السبي كان قادمًا، لكن الآن وقد تحقق السبي فعلًا ودخل الكل تحت مرارة المُرّ فلا حاجة لليأس إنما يبدأ الإعلان عن مراحم الله ومحبته للبشرية حتى في وسط تأديباته القاسية. "أنتم تتكلمون هكذا قائلين: أن معاصينا وخطايانا علينا وبها نحن فانون، فكيف نحيا؟! قل لهم: حي أنا يقول السيد الرب إني لا أُسر بموت الشرير بل أن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا. ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة، فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل" [10-11]. كانوا قبلاً يشربون الإثم كالماء، مستهينين بالخطيئة وفاعليتها في حياتهم، وحينما بدأوا يسقطون تحت التأديب فعلًا حوربوا باليأس قائلين إنهم فانون أي هالكون فكيف يحيون بعد...؟! لكن الرب الذي كان يوبخهم بمرارة قبل التأديب الآن يُلاطفهم بالحب حتى لا يتحطموا بقطع الرجاء. يعلق الآباء على هذه الكلمات الإلهية الواهبة رجاء هكذا: * منخلال هذه الكلمات الإلهية يعود الخاطئ إلى الرجاء، لكنه أيضًا يوجد فخ آخر يخشي منه، وهو أنه خلال هذا الرجاء عينه يخطئ بالاكثر (مستهينًا بالخطيئة). القديس أغسطينوس * ليحبلأن الله يُريد الرحمة أكثر من الذبيحة (هو 6: 6)، وليخشَ لأنه يبغض الخطيئة!ليحب، فإن الله يود توبة الخاطئ لا موته، وليخشَ لأنه يبغض الخطاة الذين لا يتوبون! العلامة ترتليان * إنهارسالة المخلص أن يدعو الخطاة لا الأبرار، لأنه كما قال بنفسه: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب" (مت 9: 12-13). إنه يُريد توبة الخاطئ لا موته (حز 33: 11)، ويحمل على منكبيه الحمل المسكين الضال. وهكذا إذ عاد الابن الضال استقبله أبوه بفرح. القديس جيروم |
|