لا يفهم من نذر مريم أنها نذرت البتولية طوال أيام حياتها، فإن نذر البتولية مدى الحياة لدى الفتيات لم يكن متبعاً لدى اليهود، ولأن كل فتاة يهودية كانت تتوق إلى أن يولد منها ماسيا، لذلك كانت تنتظر يوم زفافها بفارغ الصبر. ولهذا نرى ابنة يفتاح لما علمت بأن أباها نذر بتقديم أول من يخرج لاستقباله بعد عودته منتصراً، محرقة للرب، وكانت هي أول من خرج لاستقباله، وكان لا بد أن يكمل أبوها هذا النذر فيها، ولئن اعتبر النذر ضد شريعة الله (تث 12: 31) طلبت إليه قائلة: «اتركني شهرين فاذهب وانزل على الجبال وأبكي عذراويتي أنا وصاحباتي«(قض 11: 37) لقد كانت الرهبانية معروفة لدى الوثنية ودخلت اليهودية أيضاً حيث تبنّاها (الآسينيون) ولكن ذلك كان خروجاً على تقاليد اليهود الدينية وعلى تعاليم التوراة التي تعتبر سنّة الزواج ضرورة إتماماً لأمر الله تعالى «أثمروا واكثروا»(تك 1: 28). وقد ظهر بعض الأنبياء ممن حافظ على البتولية كإيليا، ويوحنا المعمدان وغيرهما. ولكن ذلك كان لغاية ربّانية، واعتبروا من الشواذ، والشاذ لا يقاس عليه.