ولا يُوقَدُ سِراجٌ وَيُوضَعُ تَحْتَ المِكيال، بل عَلى المَنارَة، فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت.
"المَنارَة" فتشير إلى الكنيسة؛ ويُعلق يوحنا الذهبي الفم " أظن انه لا يمكن لسِراجٌ على المَنارَة أن يُخفى، هكذا يستحيل أن ينتهي ما يكرزون به إلى السكون والاختفاء". أمَّا عبارة "فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت" فتشير إلى المسيحيين الذين إذا عاشوا للمسيح وأظهروا للآخرين من هو المسيح بشهادة سيرتهم الصَّالحة، فإن حياتهم نُور يُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في الكنيسة وفي العالم؛ أمَّا عبارة "البَيْت" فتشير إلى بيت الفقراء الذي يتألف من غرفة واحدة، كما هو الحال في بلاد الشرق، ويرى القديس أوغسطينوس "إنَّ البَيْت هنا يعني مسكن البشر، أي العالم، ولكنه يشير أيضا إلى الكنيسة". يركّز يسوع في هذه الآية على قدرة النُور وحِدّته. لا يستطيع أحد إخفاءه أو مقاومة إشعاعه. نُور المسيحيين يُنير على الجميع كما ينير السِراجٌ على كل الجالسين في البَيْت. لا يجوز لتلاميذ المسيح أن يخفوا ما قبلوه من المسيح، لان الله أراد منهم أن يكونوا واسطة لنشر تعاليم الإنجيل للعالم.