ذلك الكاتب فيشبه ذلك الغر الذي شاهد الجنود في استعراض عسكري، وأُعجب بزيهم ومشيتهم، فأراد لأجل ذلك الانضمام إلى صفوفهم، ولم يدرِ شيئًا عن تدريباتهم الشاقة، ومعاركهم الشرسة، وفي كثير من الأحيان قبورهم المجهولة! لذلك كان العرفاء في شعب إسرائيل قديمًا ينادون قبل الخروج للحرب بأن الخائف يرجع، وأن المشغول بأمور الدنيا، من كَرْمٍ وبيت وعروس، ليرجع (تث20). فالحرب تحتاج إلى رجال مكرسين وموحدي الفكر والهدف. وعلى من يحارب أن يحسب النفقة. وما زال إلى اليوم كثيرون يتبعون المسيح، ليس حبًا فيه، بل حبًا فيما ينالونه من ورائه. إنهم في ظاهر الأمر يخدمون المسيح، وأما في باطنهم فهم يستخدمونه.