منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 01 - 2023, 03:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,941

حزقيال النبي وطريق الإصلاح: الخجل




طريق الإصلاح: الخجل!

"فاحملي أيضًا خزيك أنتِ القاضية على أخواتك...
فاخجلي أنتِ أيضًا واحملي عارك بتبرير أخواتك،
وأُرجع سبيهن: سبي سدوم وبناتها، وسبي السامرة وبناتها، وسبي مسبييك في وسطها...
يرجعن إلى حالتهن القديمة" [52-55].
لاحظ العلامة أوريجانوسأن طريق العودة إلى الحالة القديمة، أي حالة ما قبل السبي تستلزم حمل الخزي والشعور بالخجل مما ارتكبه الإنسان من خطأ ورجاسات. ففي تعليقه على العبارات السابقة يقول:
[ينبغي ألا يُمارس عمل مخزي، بل كل ما هو صالح بطبيعته، يُوجَّه إلى الله في ثقة حقيقية. ولكن بما أننا كبشر نخطئ كثيرًا... يلزمنا أن نخزى، نخفض عيوننا باتضاع بسبب جرائمنا، ولا نتقدم بوجه وقح كمن يخطئ في شيء ما قط.
فإنه خير للإنسان أن يشعر بالخزي بعدما أخطأ، خاصة وأن المخادع، صانع الشرور، كثيرًا ما يجعل الخاطئ يتصرف كأنه على حق بدلًا من أن يتذكر العقاب المستوجب. يمكننا أن نرى ونتعلم من الحياة اليومية كم من أناس بعدما يرتكبون خطاياهم لا يندمون على ما فعلوه، بل يدافعون باطلًا عن فسادهم... لهذا قيل: "فاخجلي أنتِ أيضًا..." لا تظن أن هذه الكلمة قد قيلت لأورشليم وحدها، وإنما قيلت لكل أحد منا، نحن الذين نجرد أنفسنا من الأخطاء. "ليفحص كل ما فكر به... يستحق الخزي أمام فاحص القلوب والكلى (مز 7: 10)، عندئذ يخزى عندما يميز بتدقيق الأفكار والأعمال والكلمات... ويسمع قول النبي: فاخجلي... فإن الخجل يتبع الخزي. من يمارس عملًا يستحق الخزي يجعله الله خجولًا، ويقول له: "فاخجل"].
إن كان الله يأمر أورشليم أن تحمل خزيها وتخجل، إنما لكي تعترف بما ارتكبته من رجاسات، وبالتوبة يردها من حالة العار إلى الكرامة، يردها من سبيها إلى وطنها، إذ يقول: "وأرجع سبيهن... يرجعن إلى حالتهن القديمة"
يعلق العلامة أوريجانوس على ذلك بقوله:
[إنه عار للمواطن أن يُنفَى من وطنه...
يدرك الديان العادل ذلك فيقول لمن يرتكب الأعمال المعيبة: لا تستقبل أيها المستوجب العقاب نفيك بحزن، فإن تذمرك على العقاب يجعلك غير مستحق للرحمة؛ بل بالأحرى افهم أنك مستوجب العذاب الذي تعانيه. وحينما تتضع وتعترف بعدالة الحكم الصادر بشأنك يمكنك أن تنال الرحمة من القادر بعد إدانتك أن يعيدك إلى حالتك القديمة، كما يمكن لرئيس عظيم أن يفرج عمن في جزيرة أو منفي أو سجن هكذا بالأكثر يمكن لإله الكون أن يرد الكرامة القديمة لمن فقدها، بشرط أن يعترف بخطية وأنه مستحق للآلام التي يُعانيها].
يقدم العلامة أوريجانوس مثلًا عمليًا في الكنيسة إن حُرم إنسان من الكنيسة، سواء من الكهنوت أو الشعب. فإنه إن أثار الشعب يجر وراءه الأشرار ويذخرون لأنفسهم غضبًا (رو 2: 5). أما إن قبل ذلك في اتضاع كامل، سواء كان حرمانه عن حق أو ظلم، تاركًا الحكم لله، محتملًا الحكم بصبر، ينال رحمة من الله، وغالبًا ما يرجع إلى حالته القديمة (العضوية الكنسية) في أكثر مجد وكرامة.
عندما نخجل هنا ونخزى نُحرِّك في الدهر الآتي "أحشاء رحمة إلهنا" (لو 1: 78)، فيُنزع عنا العار، أما من يتذمر هنا فيسقط في العار أو الخزي الأبدي.
لاحظ أيضًا العلامة أوريجانوس أن الرجوع من السبي إلى الحالة القديمة يتم حسب حالة الإنسان... بدأ بسدوم وبناتها ثم السامرة وبناتها وأخيرًا أورشليم وبناتها [55]. فمن يعرف أكثر يُضرب أكثر. سدوم الأممية معرفتها أقل من السامرة (الهراطقة)، ومعرفة السامرة أقل من أورشليم.
[كلما زاد قُربنا من الله... كلما زاد بُعدنا عنه إذا أخطأنا، فنقترب إلى عذابات رهيبة أكثر؛ لأن حكم الله بار "لأن الحقير المتضع يُسامح من طريق الرحمة؛ وأما الأقوياء فيعذبون عذابًا شديدًا" (حكمة 6: 7). من كان صغيرًا جدًا (1 كو 15: 9) يستحق رحمة سريعة].
يعلق العلامة أوريجانوس على قول الكتاب: "وأختك الكبرى السامرة هي وبناتها الساكنة على شمالك، وأختك الصغرى الساكنة عن يمينك هي سدوم وبناتها [46]،
قائلًا: [كما أن الفضيلة تجعلني أخًا للسيد المسيح هكذا الخبث (الشر) يكسبني أخوات كثيرات كلهن خطاة. عندما بدأت أورشليم تميل إلى الخطية لم تكن لها بعد السامرة أختًا ولا شقيقتها سدوم، لكنها إذ توغلت في الجريمة... أصبحت وسط أختيها الكبرى السامرة والصغرى سدوم].
لكي يُبرز مدى رجاسات أورشليم أوضح أنها بما فعلته من رجاسات بررت إخوتها مثل السامرة، إذ تقول:
"ولم تخطئ السامرة نصف خطاياك،
بل زدتِ رجاساتك أكثر منهن،
وبررت أخواتك بكل رجاساتك التي فعلتِ...
هن أبر منكِ" [51-52].
يقول العلامة أوريجانوس:
[بالفعل تبررت السامرة وسدوم برجاسات أورشليم... لنحذر فإنه في يوم الدينونة سيحاكمنا من هم أقل منا شرًا ونحن ندين آخرين. واحد فقط الذي هو مبرر أمام الجميع، ولا يتبرر أحد أمامه. سدوم مبررة بأورشليم التي ارتكبت رجاسات أكثر منها، وربما تتبرر أورشليم بمدينة أخرى أشر منها...
من الذي يبرر ضد المسيح الذي سيظهر أكثر إجرامًا من الكل...؟!
ليس من يتبرر قدام (الله). فإبراهيم كان بارًا، وموسى وغيرهما من المشاهير، لكنهم إن قورنوا بالمسيح فلا يحسبوا أبرارًا. عندما يقتربون من نوره يُحسب نورهم ظلامًا، كما يظلم المصباح في أشعة الشمس. هكذا يشرق نور الأبرار أمام الإنسان، لكنه لا يضيء أما المسيح. فإنه لم يقل فقط "فليضئ نوركم" بل قيل "فليضئ نوركم قدام الناس"، لأنه لا يمكن لنور الأبرار أن يضيء قدام المسيح].
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حزقيال النبي | بعد أن تمتع حزقيال النبي بالدخول إلى القدس
حزقيال النبي | وسائل الإصلاح الجذري
حزقيال النبي | التوبة بدء الإصلاح
حزقيال النبي | رأى حزقيال النبي المركبة النارية
آسا وطريق الإصلاح


الساعة الآن 04:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024