رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول حزقيال النبي: "ومد شبه يد، وأخذني بناصية رأسي، ورفعني روح بين الأرض والسماء، وأتى بي في رؤى الله إلى أورشليم إلى مدخل الباب الداخلي (الهيكل) المتجه نحو الشمال حيث مجلس تمثال الغيرة المهيج الغيرة" [3]. رفعه الروح بين الأرض والسماء، فهو ليس على الأرض إذ لا يستطيع وهو جالس مع شيوخ يهوذا في السبي أن يرى ما يحدث داخل الهيكل، ولا يستطيع وهو في حدود الجسد (الأرض)أن يرى سرائر العابدين ونياتهم الداخلية. لقد أطلقته يد الرب فوق الحدود الجسدية (الأرضية). وهوفينفس الوقت ليس في السماء إذ لم يدخل إلى كمال مجدها. ولعله أراد بقوله هذا أن يقول ما عبَّر عنه الرسول بولس عن نفسه: "أعرف إنسانًا في المسيح... أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. اختطف هذا إلى السماء الثالثة"... (2 كو 12: 2). لقد دخل به الروح إلى مدخل الهيكل ليرى "مجلس تمثال الغيرة المهيج الغيرة". ربما قصد بالمجلس التجويف الذي على شكل قبو، كان يُعمل في بيوت الشرقيين ومعابدهم لتوضع فيه تماثيل الآلهة. أما تمثال الغيرة فربما قصد به تمثال السارية، الإلهة الأم للكنعانيين الذي وضعه منسى (2 مل 21: 7)، وأخرجه يوشيا الملك (2مل 23: 6)،ويرى البعض أنه تمثال تموز الذي سنتكلم عنه في هذا الأصحاح. ويرى أنه قصد أي تمثال وثني يثير غيرة الله على مجده، كقوله: "لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لأني أنا الرب إلهك إله غيور" (خر 20: 5). ولعلهلهذاالسبب ظهر لحزقيال مجد الله كتلك الرؤيا التي سبق أن رآها في البقعة، وكأن الله يعلن مجده ليفسد المجد الباطل للعبادة الوثنية. التمثال هنا رمز إلى غيرة الله، إذ قيل "أنا الرب إلهك، إله غيور" (خر 20: 5). هذه الغيرة الإلهية ليست انفعالًا عاطفيًا كتلك التي للبشر، تحطم قلوبهم، إنما هي غيرة غايتها رجوعنا إلى الله فنقبله عريسًا سماويًا. هذه الغيرة يهبها لأولاده وخدامه فيقولون مع الرسول: "أغار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجٍل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" ( 2 كو 11: 2). |
|