* لما سمع أنبا بيمين أنّ أنبا "نستير" موجود في المجمع (أي في الدير) اشتاق جدًا أن يراه، وأخبر أب الدير لكي يرسله ليزوره، لكنه رفض أن يرسله وحده. وبعد بضعة أيام شعر وكيل الدير ببعض أفكار تضايقه، فتوسل إلى أب الدير أن يرسله إلى أنبا نستير، فصرفه قائلًا: "خذ أبّا بيمين معك." ولما جاء وكيل الدير إلى أنبا نستير أخبره بأفكاره فشفاه منها. وبعد ذلك سأل أنبا نستير أنبا بيمين قائلًا: "من أين أتيت بمثل هذا التواضع أنه مهما حدث من اضطرابٍ في المجمع لا تتكلم ولا تتدخل لكي تضع حدًّا للنزاع؟" ولما ضغط الشيخ أنبا نستير على أنبا بيمين أجاب قائلًا: ”اغفر لي يا أبي، فعندما دخلتُ المجمع (في بدء رهبنتي) قلتُ لنفسي: أنا والحمار واحد، فكما يُضرَب الحمار ولا يتكلم ويُشتَم ولا يُجيب، هكذا أكون أنا، كما قال داود النبي الطوباوي: "صرتُ كبهيمٍ عندك" (مز 73: 22)".
فردوس الآباء