رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَكُنْتُ مُصَابًا اليَوْمَ كُلَّهُ، وَتَأَدَّبْتُ كُلَّ صَبَاحٍ [14]. يقول المرتل: ينجح الأشرار كما في كل أوجه الحياة، ويشعرون كأنهم في أمانٍ دائمٍ خالدٍ. أما أنا فأسعى من جانبي أن أتمم إرادتك، وأطيع وصيتك، وأتحاشى الخطية، وأطلب حبك، ومع هذا تلاحقني التأديبات مع كل صباح يومٍ جديد، وتحل بي الضيقات اليوم كله. يرى القديس أمبروسيوس أن المرتل مع كل صباحٍ جديدٍ حيث يشرق عليه شمس البرَّ فيمتلئ بنور الحق، يتأدب فلا ينشغل بما يدور حوله خاصة نجاح الأشرار الزمني، إنما تتهلل نفسه التي عبرّ بها الرب من ظلمة الليل إلى نور الصباح. * إنه يوجد عبور للنفس ذاتها في هذا الفكر، فإنه إذ تقذفها الزوابع تبلغ إلى الميناء... خلال الخطر يعبر (المرتل) إلى الصحة... التأديب هو تصحيح. من يؤدب يُصلح أمره. التصحيح بالنسبة للأشرار مؤجل، أما بالنسبة لي فغير مؤجل. الأول إصلاحه يأتي مؤخرًا وقد لا يأتي، أما إصلاحي فيتحقق في الصباح . القديس أغسطينوس * في نفس الوقت يشهد أن حديثًا كهذا لم يصدر عنه، دون ما عقاب. لأنه يقر أنه تأدَّب اليوم كله، لأنه قال إنه قد زكَّى قلبه للرب عبثًا (قابل مز 73: 14). لكن بعد أن تقوَّم تمامًا بتلك الضربات. لأنه يقول في التو: "مُتَّهميَّ في الصباح"، أي علانية وعلي الملأ. لأنه نور الحق سطع عليه وأمسك به، ولم يدعه يحتفظ بالأقوال التي رددها. لهذا انسكب نور الحق علي روحي، وأثبت بطلاني ودحضني، لأنني بالخطأ تكلمت. "زكيت قلبي باطلًا" لأنني تفوهت بتلك الأشياء، كأنني جالس في ظلمة، ووقعتُ فريسة الندم عند تذكرها. لكن من قلب نادم، سطع نور الحب، لكي يصير في قلبي نار متقدة" (قابل إر 20: 9). الذي جعل في قلبي بداية اليوم بمفهومٍ روحيٍ، ومن ثم حينما أشرق النهار، وبزغ فجره لي، ووجدت نفسي وكأنني وسط الصباح، وأدركت أنني كنت خارج ظلمة جيل أولاد الله. اعتقدت في بادئ الأمر، أن خالق العالم في عنايته بأجيال البشر، قد جبل كل الأشياء لصالحنا حتى بتلك الأمور المحزنة أو التي تعطينا قليلًا من المسرة. ومع ذلك، فقد ارتبكت فيما بعد، بتلك الآراء الجامدة، وفقدت الاعتقاد الذي كان صالحًا! القديس أمبروسيوس |
|