منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 01 - 2023, 09:41 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,479

عماد السيد المسيح في نهر الأردن

عماد السيد المسيح في نهر الأردن

ظهر يسوع عند نهر الاردن كواحد من أولئك الكثيرين الذين جاءوا لمعمودية يوحنا. ويُسجل متى الانجيلي دهشة يوحنا المعمدان وتردُّده " جَعلَ يُوحنَّا يُمانِعُه فيَقول: ((أَنا أَحتاجُ إِلى الاِعتِمَادِ عن يَدِكَ، أَوَ أَنتَ تَأتي إِليَّ؟"(متى 3: 14)، ولكن عندما اصرَّ يسوع أمسك يوحنا جسد يسوع وغطّسه بالماء. ويتساءل القديس كيرلس أسقف الاسكندرية: "هل كان المسيح في حاجة إلى العماد المقدس؟ وأية فائدة تعود عليه من ممارسة هذه الفريضة؟ فالمسيح كلمة الله، قدوس كما يصفه النبي أشعيا في مختلف التسابيح " قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس، رَبُّ القُوَّات، الأَرضُ كُلُّها مَمْلوءَةٌ مِن مَجدِه" (أشعيا 6: 3). لم يكن يسوع خاطئاً كي يعتمد؛ فقد ورد في الكتاب "إنَّه لم يَرتكِبْ خَطيئَةً ولَم يُوجَدْ في فَمِه غِشّ" (1 بطرس 2: 22)، وفي موضع آخر يصفه الكتاب " قُدُّوسٌ بَريءٌ نَقِيٌّ ومُنفَصلٌ عنِ الخاطئين، جُعِلَ أَعْلى مِنَ السَّمَوات" (عبرانيين 7: 26). والكنيسة الاولى بقيت راسخة غير متزعزعة في إيمانها بعصمته المُطلقة عن الخطيئة؛ انما تعمّد يسوع لثلاث غايات:

أ) تعمّد يسوع ليتمِّم كلَّ بِرٍ
البِرُ هو الامانة للعمل بمشيئة الله كما صرّح يسوع ليوحنا المعمدان: "دَعْني الآنَ وما أُريد، فهكذا يَحسُنُ بِنا أَن نُتِمَّ كُلَّ بِرّ" (متى 3: 15). لقد حنى السيد المسيح رأسه تحت يد يوحنا المعمدان المتواضعة ليكمل كل برّ أي يتمم مشيئة الله (متى 3: 15). ويعلّقَّ القديس يوحنا الذهبي الفم بقوله: "اليدّ التي أكَّد أنَّها غير مستحقة أن تمس حذاءه سحبها المسيح على رأسه!".

ومشيئة الله هي ويُعلن نفسه خادماً. وبإعلان نفسه خادم الرب يكون اول رفض علني ليسوع للحلم اليهودي بمسيح ظافر سياسي كما توضَّح ذلك التجارب الثلاث مع الشيطان (متى4: 1-11). وبصفته خادم الرب تمَّم يسوع نبوءات العهد القديم بمجيئه الى الارض. وهو لم يأت ملكاً ظافرا، بل جاء خادماً، وقد ساعد البشر بإخبارهم عن الله وبشفائهم، والاكثر من ذلك، فإنه قد بذل نفسه عن الخطيئة فقام بأعظم خدمة. واقتداءً بيسوع، يجب ان نكون على استعداد لخدمة الله والآخرين، فالعظمة الحقيقية في ملكوت الله تظهر في الخدمة والتضحية والأمانة وعمل مشيئة الآب.

ب) تعمّد يسوع ليتضامن مع الخاطئين
تنبأ أشعيا عن تضامن يسوع مع الخطأة بقوله "أُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكثيرين وشَفَعَ في مَعاصيهم"(أشعيا 53: 12). يخضع يسوع لإرادة الآب ويجعل ذاته بتواضع في صفوف الخطأة ولإتمام كل بر. باعتماده وضع يسوع نفسه في عداد الخاطئين، ولا أحداً لاحظ وجوده: فهو واحد من الآخرين، واحد بين كثيرين ليتضامن معهم ويخلِّصهم، وهو البار القدوس ابن الله. إنه حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم.

وينبئ عماد يسوع في الأردن لعماده في الموت، فهو صورة للمعمودية العظمى التي تكلم عنها يسوع مع ابني زبدى، يعقوب ويوحنا "أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟ (متى 20: 22)، هذه المعمودية التي كان عليه ان يجوزها بموته على الصليب من اجل الخطأة. فقد جعل نفسه واحداً معنا في بشريتنا وحمل على نفسه خطايانا. هو البار الذي صار ذبيحة عن الخطيئة " ذاكَ الَّذي لم يَعرِفِ الخَطيئَة جَعَله اللهُ خَطيئَةً مِن أَجْلِنا كَيما نَصيرَ فيه بِرَّ الله " (2 قورنتس 5: 21)، وصار لعنة لأجلنا كما جاء في تعليم بولس الرسول: "إِنَّ المسيحَ افتَدانا مِن لَعنَةِ الشَّريعة إِذ صارَ لَعنَةً لأَجْلِنا، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: "مَلْعونٌ مَن عُلِّقَ على الخَشَبَة" (غلاطية 3: 13)؛ وهكذا جعل حياته العامّة محاطة بين معموديتين: اعتماده في نهر الاردن واعتماده على الصليب. فعُمَّاده في نهر الاردن كان بمثابة انتمائه إلى شعبه وإعلان التزامه في تقديم رسالة الخلاص لكل الناس. لذلك اوصى يسوع تلاميذه بان يتذكروا رسالة الخلاص الذي قدّمها على الصليب في كل قداس يقيمونه في العالم بقوله لهم " هذه الكَأسُ هي العَهْدُ الجَديدُ بِدَمي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا. كُلُّمَا شَرِبتُم فاصنَعوه لِذِكْري" (1 قورنتس11: 24-25).

ج) تعمّد يسوع بهدف تكريس نفسه للخدمة
باعتماده بدأ يسوع رسميا خدمته العلنية (يوحنا 1: 31-34)؛ وتسلَّم أوراق اعتماده وقبل رسالة الخلاص واستعد للقيام بها. وكان الغرض من هذه الخدمة مقاومة قوة الشيطان في الآخرين وكسر شوكته ليُخلص الانسان من الخطيئة والموت وليُعيد اليه نعمة الخلاص والحياة الابدية. فقد كرّس يسوع نفسه بمعموديته لتنفيذ مهمة الخلاص هذه. وقد أكد يوحنا المعمدان بشكل علني مجيء المسيح وبداية رسالته العلنية من خلال تعميده (يوحنا 1: 31 -31). وحلول الروح على يسوع هو تنصيب له، يطابق ما جاء في نبوءة أشعيا: " يَحِلُّ علَيه روحُ الرَّبّ روحُ الحِكمَةِ والفَهْم روحُ المَشورَةِ والقُوَّة روحُ المعرفةِ وتَقوى الرَّبّ" (أشعيا 11: 2).

د) تعمَّد يسوع من أجل أن يكونَ لنا مثالاً لإتباعه
تقدّم المسيح أولا الى المعمودية لتسير الشعوب المسيحية من بعده إليها بثقة وإيمان. ويشهد بولس الرسول بذلك بقوله: "فقد ظهرت نعمةُ الله، ينبوعُ الخلاص لجميع الناس، وهي تعلمنا " (طيطس 2:11). إنَّ عماد يسوع هو مثال لعمادنا. أعلن أنه ابن الله في عماده. ونحن، في عمادنا نصبح حقاً أبناء الله. فالعماد هو الباب الّذي يجب أن يعبرَه كلّ من يرغب في الدخول إلى الحياة الجديدة، في المجد؛ فبالمعمودية ندخل إلى الإسرار الفصحية: نموت ونقوم مع المسيح ونشارك في موته وقيامته كما جاء في تعليم بولس الرسول: "فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا نَحنُ أَيضًا حَياةً جَديدة" (رومة 6: 4) ويتابع بولس الرسول قوله "فإِذا كُنَّا قَد مُتْنا مع المسيح، فإِنَّنا نُؤمِنُ بِأًنَّنا سنَحْيا معَه" (رومة 6: 9). هناك حقيقتان تعملان باستمرار في حياتنا: الموت والحياة. فنحن نموت باستمرار مع المسيح ونحيا معه موتاً يقود إلى الحياة. ان التاريخ الروحي يُصنع من الداخل وليس من الخارج على مثال حبة الحنطة التي تكلم عنها يسوع: " إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" (يوحنا 12: 24). من الموت تولد الحياة هذا قانون الطبيعة ومن هنا نفهم كلمات يسوع لتلاميذه: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني، لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها" (متى 16: 24-25).

ويشكّل سّر المعمودية في الحياة المسيحية المدخل الوحيد إلى عيش أسرار الكنيسة، من خلال هذا السّر يدخل المعتمد إلى حياة الله التي ظهرت بيسوع المسيح، ويدخل يسوع على حياة المُعمَّد، فيصبح الاثنان شخصاً واحداً. ويصبح عمل الخير من طبيعتنا وتصبح القداسة في متناول أيدينا وضمن إمكانياتنا البشرية. إن سار الإنسان وراء يسوع استطاع أن يعيش ويعمل ويتألم ويموت عن ذاته بنوع إنساني حقاً، مسنوداً من الله، مستعداً لخدمة الناس في السّراء والضرّاء طوال حياته وفي ساعة مماته. وفي هذا الصدد قال القديس كيرلس الكبير "فما عُمد المسيح إلا لتعليمنا بأن الإنسان الذي من ذرية داود وهو المتحد بالله الابن عُمِّد وقَبِل الروح القدس مع أنه لم ينفصل قط عن روحه (القدوس) قبل العماد. بل إذ هو المسيح الكلمة ابن الله الوحيد الذي يشترك مع الآب في العظمة والسلطان، لأنه بطبيعته الابن الحقيقي يرسل الروح القدس إلى الخليقة ويهبه لكل من كان جديرًا به، إذ قال حقًا: جَميعُ ما هو لِلآب فهُو لي " (يوحنا 16: 15). والآن أخذنا المسيح مثلنا الأعلى، فلنقترب من نعمة العماد الأقدس حيث يفتح لنا الله الأب أبواب السماوات ويُرسل لنا الروح القدس، الذي يقبلنا كأبناء له، "أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت" (مرقس 1: 11).

ه) تعمّد يسوع ليُقدّس ينابيع المياه
تعمد يسوع ليقدِّس ماء المعمودية. فالمسيح قدَّسَ مياهَ نهر الأردن قبلَ أن يُقدِّسَنا ومن أجلِ تقديسِنا. وتحوّلت مياه الأردن إلى ينبوع خلاص من خلال حضور الربّ. ويقول القديس مكسيمس، أسقف تورينو " أعتمد يسوع لا ليُقدَّس بالمياه، بل ليُقدِّس المياه، فيُطهَّر بطهارته كل ما تمسُّه المياه" (العظة 100في عيد ظهور الرب 1: 3). وهكذا تعمّد يسوع ليقدّس ينابيع المياه، ولكي تكون المعمودية التي أمر بها المدخل الى ملكوته، والشرط للالتحاق بكنيسته إذ قال ": ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَدخُلَ مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِنَ الماءِ والرُّوح (يوحنا 3: 5)؛ ويقول القديس كيرلس أسقف الاسكندرية: "اعتمد الرب ذاته... لم يُعَّمد ليُطهر، وإنما ليُطهِّر الماء، فإذ نزل إليها المسيح الذي لم يعرف أية خطيئة صار له سلطان على التطهير، وبذلك فإن كل من يدفن في جرن المسيح يترك فيه خطاياه". وفي هذا الصدد يُصرح القديس بروقلوس، أسقف القسطنطينية: "مياه المعمودية، بقوة يسوع من تعمّد فيها تُعيد الحياة الى الموتى". اما العلامة ترتليانوس فيقول "يا لقدرة نعمة المياه في نظر الله ومسيحه لتثبيت المعمودية! لن تجد لن تجد المسيح بدون المياه!". وقبل صعود يسوع الى السماء أوصى تلاميذه أن يُعمِّدوا جميع الأمم بقوله: "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس" (متى 28: 19).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأردن من هنا مر السيد المسيح
عيد الغطاس "الظهور الإلهى" عماد السيد المسيح فى نهر الأردن
بوستر عماد السيد المسيح فى نهر الأردن ( عيد الغطاس المجيد ) الظهور الإلهى
فيلم المغطس - مكان عماد السيد المسيح - الأردن
بوستر عماد السيد المسيح فى نهر الأردن من يوحنا المعمدان


الساعة الآن 09:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024