إن كانت الوساطة البشرية في مجمع القديسين قائمة فعلًا حتى على الأرض خلال نعمة ربنا يسوع المسيح، كم بالأكثر هؤلاء الذين دخلوا الفردوس لا يكفّوا بالحب عن الصلاة من أجل إخوتهم؟ إن كانوا وهم على الأرض في ثقل الجسد يطلبون عن الآخرين، كم بالأكثر حين يلتصقون بالحب ذاته تزداد صلواتهم عمقًا وقوةٍ، سائلين الله من أجل خلاص العالم!
باختصار، الشفاعة في مفهومنا الأرثوذكسي لا تحمل أية عبادة للقديسين بل بالحري تؤكد عمل الله الخلاصي في كنيسته وفاعليته في حياة كل عضوٍ. إنها كشف عن وحدة الكنيسة كأعضاء جسد واحد يتألم العضو لآلام الآخرين، ويفرح ويُسرّ بمجد إخوته. سواء في جهاده على الأرض هنا أو وهو في مجد الفردوس. مشتهيًا أن تُشارِكه كل البشرية إن أمكن في هذا المجد.