يقضي الناس هذه الأيام أوقات طويلة في متابعة الكثير من العظات الروحية، والرسائل الصوتية والمرئية، والتي تحتوي على الكثير من الأمور البناءة، ومع هذا يشتكي البعض من عدم الشعور بالسلام والضجر، فما هو العمل؟!
إن كثرة سماع العظات والبرامج الروحية أمر جيد، لكن ليس من المفيد أن يسمع الإنسان، دون أن ينتبه في نفسه ما هو غرضه من السماع أو من القراءة، لأنه لا بد من السعي لتحقيق الهدف من السماع أو من القراءة. لقد انتقد الكتاب المقدس مثل هذه الممارسات السطحية، قائلًا: "وَيَأْتُونَ إِلَيْكَ كَمَا يَأْتِي الشَّعْبُ، وَيَجْلِسُونَ أَمَامَكَ كَشَعْبِي، وَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ، لأَنَّهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُظْهِرُونَ أَشْوَاقًا وَقَلْبُهُمْ ذَاهِبٌ وَرَاءَ كَسْبِهِمْ" (حز 33: 31). إن هذا الأسلوب الخاطئ يمثل أحيانًا خداعًا للنفس، التي تقتنع داخليًا، بأنها قد أتمت واجبها نحو الله، وهي في الحقيقة مازالت منفصلة عنه، كقوله: "وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ" (يع 1: 22).