رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي مز 69 من الأعماق صرخت إليك * انهمرت سيول الأشرار عليَّ، دخلت المياه إلى نفسي، وغاصت كما في أعماق وَحْلٍ بلا حدود! ماذا يطلب الأشرار مني؟ إنهم تراب ووحل، لن يستريحوا حتى تتحول أعماقي إلى وحلٍ وفسادٍ! أصرخ إليك، فتُحوِّل مقاومتهم لبنيان نفسي. بنار الضيقات تُحوِّل ترابي إلى ذهب ثمين! وتُخرِج من الإناء الفخاري إناء للكرامة! * أنت وحدك تسمع صرخات قلبي! لقد يبس حلقي من الصراخ. وكلَّت عيناي من ترقبي لمجيئك. لتحل في داخلي، تحول مرارتي إلى عذوبة. وينفتح فمي للتسبيح والحمد، وتنفتح عيناي، لترى عظم جمالك وبهائك! * إن كان الأعداء قد كثروا أكثر من شعر رأسي، فإني أتحد بك يا رأس الكنيسة. فتتبدد كل خطط الأشرار. * هاج الملوك والرؤساء عليك بلا سبب. حكموا عليك ظلمًا. بحبك قبلت الصليب، لتدفع دينًا لم تقترضه. لأتحد بك أيها المصلوب، فتتحول كل الاضطهادات إلى شركة مجد معك! أجد في العار، عار الصليب، قوتك للخلاص. عوض الخزي والخجل أعتز بنَسَبي لك. * ليحسبني العالم غريبًا عنه وأجنبيًا. بك صرت من أهل بيت الله! صمت عن العالم وكل ما فيه، لأنك أنت شبعي وفرحي. * ليلبس جسدي المسوح، وليحسبني العالم مثلًا، وليسخر الساكرون بالعالم بي. فأنت هو لباس نفسي ومجدي، وإكليلي! أنت هو تسبحتي وفرحي. * هوذا العدو - إبليس - بكل طاقاته يود أن يغرقني. هل تقدر الهاوية أن تبتلع ما هو لك؟ هل يقدر إبليس أن يحطم من يختبر عذوبة رحمتك؟ لتكثر الضيقات، فبدونها لا أستعذب رحمتك. بدونها لن تعطش نفسي للتمتع ببهاء وجهك. بدونها لا تصرخ أعماقي لتقترب أنت إليَّ * في وسط آلامك صرخت وأسلمت الروح، يا خالق الأرواح والأجساد! تركك الجميع، ليس من يقدم رقة وحنوًا، ولا من ينطق بكلمة تعزية. حقًا إذ صرت مجرَّبًا تعين المجربين. وحين يطردنا العالم من المحلة، نحمل معك عار الصليب. * ليقدم لي العالم علقمًا وخلًا! أنت طعامي وشرابي، تحول المرارة إلى حلاوة. أنت طعام الملائكة، تشبع النفوس! * نفسي حزينة للغاية، من أجل الذين أعدوا لأنفسهم مائدة، فإذا بهم يُعدُّون فخًا لأنفسهم. أظلمت عيون قلوبهم، ففقدوا رؤية السماويات. وضعفت قوتهم، فانحنت نفوسهم كما في عبودية مرة. تحولت بيوتهم إلى خراب، لأن قلوبهم صارت خاوية لا يسكنها روحك القدوس. * في محبتك لي تسمح بتأديبي. فيجد الأشرار فرصتهم لبث سمومهم. يضيفون إلى جراحاتي جراحات جديدة. شتان بين جراحاتي التي تسمح لي بها لبنياني، وجراحات الأشرار التي تكشف عن حسدهم وكراهيتهم! * يمارسون شرورهم عن معرفةٍ وعمدٍ، فيضيفون إلى إثمهم إثمًا ويغلقون أبواب برَّك حتى لا يدخلوا إليه. في تشامخهم يظنون أنهم أبرار. يحسبون أسماءهم مسجلة مع أبرارك في كتابك! لكنهم بإصرارهم على عدم التوبة، لم تُكتب أسماؤهم في كتابك! * أخيرًا أعترف لك إني مسكين حزين. تفتح لي أبواب رحمتك، فأغتني بالتسبيح لك. وتملأ قلبي بتعزيات روحك القدوس! تنصت إلى صلاتي يا سامع للمساكين. وتشتم ذبيحة التسبيح رائحة سرور ورضى. لك المجد يا من صرت مسكينًا لتضم إليك المساكين! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من الأعماق صرخت إليك |
من الأعماق صرخت إليك يارب |
من الأعماق صرخت إليك |
من الأعماق صرخت إليك |
من الأعماق صرخت إليك يارب |