رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أقام الله ليونان يقطينة ليسحبه من مظلته التي هي من صنع يديه، وكأنه يسحب الإنسان من بره الذاتي لكي ينعم بظلال هي من يد الله خالقه وراعيه. لكن كان لزامًا لليقطينة أن تجف ليقيم عوض هذه الشجيرة الضعيفة خشبة الصليب التي تستظل تحتها الكنيسة لتنعم بفرح الإنجيل، قائلة: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي" (نش 2: 3). إن كان يونان قد خرج إلى شرق المدينة ينتظر بروح النبوة إشراق شمس البرّ (ملا 4: 2) الذي يُضيء لا على إسرائيل وحده بل وعلى كل الأمم، فقد فرح جدًا باليقطينة إذ تمتع إسرائيل بالشريعة والنبوات لتقوده إلى مخلصه، لكنه لم يكن قادرًا أن يقبل زلة إسرائيل كطريق لانطلاق الإيمان إلى الأمم لذا أغتم على اليقطينة اليابسة، فقد أراد أن يعيش تحت الرموز وبين ظلال النبوات كملجأ له ولم يدرك أنها طريق ينطلق به إلى مشتهى الأمم. إن كان الناموس هو قائدنا للمسيح كقول الرسول بولس، لكن إسرائيل تمسك بحرفية الناموس وشكليات العبادة رافضًا خشبة الصليب المحيي. أقول، لتخرج نفوسنا إلى المشارق لتنعم بإشراقات الرب عليها، لتجف يقطينة الحرف القاتل لتنعم بالروح المحيي، ونتقبل في داخلنا مشتهى الأمم كسرّ استنارتنا وبهجتنا وشعبنا! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وكأن الله أعد ليونان قلايه خاصة داخل حوت ضخم |
أن الله قدم ليونان دروسًا متوالية في الترفق بالآخرين |
حصارات الله له كل المجد ليونان النبي |
اليقطينة التي أعدها الله ليونان |
دعوة الله ليونان النبي |