في دراستنا لسفر يشوع رأينا رقم 3 يُشير للإيمان بالثالوث القدوس كما يُشير للقيامة في اليوم الثالث(23). هذا هو سرّ عظمة الإنسان أن يصير مدينة الله أو كما يسميها الكتاب "مدينة الحق" (زك 8: 3)، مملكة الثالوث القدوس، الشاهدة لقيامة الرب بحياتها المقامة فيه.
استجاب يونان للدعوة ودخل المدينة مسيرة يوم واحد لينادي بالتوبة ما هو هذا الدخول إلاَّ إشارة إلى ظهور أحد الثالوث القدوس، الله الكلمة الذي تجسد وتألم، فصار كمن في مدينتنا. حلّ في وسطنا كواحد منا، خلاله تقبلنا عمل الثالوث القدوس، ونلنا الخلاص!
نادى يونان أنه بعد أربعين يومًا تنقلب مدينة نينوى، وفي الترجمة السبعينية بعد ثلاثة أيام تنقلب مدينة نينوى، إن كان رقم 40 يُشير إلى حياتنا الزمنية، لذلك صام السيد المسيح أربعين يومًا لكي نصوم كل أيام حياتنا، فإن نينوى تنقلب بعد أربعين يومًا إذ تزول السماء والأرض حتى تنعم بالسماء الجديدة والأرض الجديدة. وإن كان رقم 3 يُشير إلى القيامة مع السيد المسيح، فلا بُد لنينوى القديمة أن تُهدم لتقوم الجديدة فيه.