رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يدّ الله قد دفعت أستر للتأجيل حتى تتحقق خطة الله الخلاصية في أروع صورها، يتمجد مردخاي بمذلة هامان حيث كان ينادي قدامه في ساحة المدينة "هكذا يُصنع للرجل الذي يسر الملك بأن يكرمه" (6: 11)، ويعد هامان الخشبة لنفسه. ان تأجيل الطلب على ما يبدو بإعلان إلهي إن لم يكن بصورة ملموسة فبعمل الله في قلبها وعلى لسانها كما طلبت هي أن يعطيها كلام حكمة... وخلال هذا التأجيل أسرع الله بتمجيد مردخاي بعد أن نزع الله النوم من عيني الملك (ص 6) وأسرع هامان إلى إشعال النار لحرق نفسه. أما لماذا طلبت هامان أن يحضر مع الملك، وكانت هذه هي المرة الأولى التي فيها سألته أن يأكل هامان معهما، كما يظهر من فرح هامان نفسه وقوله لعائلته وأحبائه: "حتى أن أستير الملكة لم تُدخل مع الملك إلى الوليمة التي عملتها إلاَّ إياي، وأنا غدًا مدعو إليها مع الملك" [12]، فربما لأنها إذ أرادت أن تشتكيه للملك لم تقبل أن تفعل ذلك من ورائه، بل مواجهة معه. لقد أرادت أن تضرب بحجر عصفورين: ترضي الملك بمجيء هامان المحبوب جدًا لديه، وفي نفس الوقت تشتكي هامان أمام الملك في حضرته. على أي الأحوال إن كانت هذه الوليمة هي وليمة الصليب التي تقيمها الكنيسة عند الجلجثة إنما لتدعو الملك فيفرح بثمر كنيسته المتألمة القائمة من الأموات، ويحضر هامان ليُحكم عليه بالصليب ويفقد كل سطوته. وكما يقول القديس جيروم: [إنه على الصليب ارتفع المسيح مصلوبًا حسب الجسد، لكنه صلب إبليس وحطّم سلطانه.] |
|