رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أرُومُ أن تكون ناجحًا وصحيحًا تنبأ الكتاب المقدس عن شقاء إسماعيل بسبب طباعه الشريرة، قائلًا: "وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ" (تك16: 12). تُبين النبوة السابقة أن اعتداء إسماعيل على إخوته ليس أمرًا عارضًا، لكنه خطية متكررة تحولت إلى طبع، فهو يمد يده على كل إنسان: أي يؤذي الكل، ولهذا استمر شقاؤه لأن كل إنسان يمد يده عليه أيضًا، نتيجة لسلوكه بعدوانية مع الجميع. إن الخطايا المستمرة التي لا يرجع عنها الإنسان تسبب له شقاء مستمر، فيعاني باستمرار بدون راحة، إلى أن تخور قواه ويموت في خطاياه، كقول الرب لليهود المُصرّين على خطاياهم: "فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ" (يو8: 24). إن ذلك يُشبِّه بإنسان ينزف باستمرار فترات طويلة، ولا علاج لمعاناته إلا بوقف نزيف دمه. لقد خارت قوى المرأة التي ظلت تنزف مدة اثنتي عشرة سنة، ولكنها شفيت بعد أن لمست هدب ثوب الرب يسوع المسيح. ظلت السامرية أيضًا تبحث عن السلام والراحة، ولكنها لم تجدهما مع ستة أزواج، لأنها كانت تُصرّ على الخطية. لقد كشف الرب لها سبب تعاستها، وهو إصرارها على الارتواء من شهوات العالم، بقوله لها: "أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ.." (يو4: 13- 14). إن سبب المعاناةَ والشقاءَ في حياة الناس قد يكون راجع لبعض الخطايا والعادات والطباع السيئة التي يرفض الإنسان الرجوع عنها، أو الإقرار بأنها سبب شقائه، وقد لا يريد حتى معرفتها. فمثلًا من اعتاد على الغضب وأصبح الغضب طبعًا من طباعه لا بد أن يعاني من عدم السلام القلبي، ويخسر الكثيرين من الأحباء، ومن يتكلم بتعالي يكرهه الناس، ومن تعود على إساءة الظن بالناس سيحيا في اضطراب وخوف، ولن يأمن لأحد. ومن يحسد الغير سيحيا شقيًا بسبب صغر النفس وعدم الرضا. ومن يكره الناس لن يسعد، لأنه سيظل يتصارع مع الناس داخل قلبه. القارئ العزيز... إن الخطايا التي لا يقدم عنها الإنسان توبة، تتحول فيه إلى طباعٍ رديئة تستنزف قواه الروحية، وتؤدي به للهلاك. إننا محتاجون أن نقبل عمل روح الله القدوس الذي يضمد جراحتنا، ويشفي النفس ويسند القلب بالنعمة، ويجعله كجنة مروّية مثمرة بالبركات الروحية الكثيرة. لتكن صحيحًا وناجحًا، كقول الكتاب: "أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ" (3يو: 2). |
|