إن اضطراب الإنسان كثيرًا يَنُمُ عن قلبه المملوء بالمشاعر المتضاربة، التي تجعله ينفعل، ويُخرِج ما بداخله في صورة كلام كثير، ليسري عن نفسه بالكلام غير النافع.
لم تتعود العذراء الهادئة كثرة الكلام، لأنها غير مضطربة، هي ثابتة لا تعرف القلق ولا الانفعال لأجل كل سبب، ولذلك لم تطلب العذراء القديسة من الملاك المبشر (غبريال) كشف سرِّ حبلها الإلهي ليوسف النجار، ولا أخبرت هي يوسف، ولم تخبر أيضًا أحدًا من معارفها، ولا طلبت من أليصابات وزكريا الكاهن إبلاغ يوسف النجار بالأمر.