رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في رقة عجيبة أراد يوسف أن ينزع كل خوف عنهم، إذ قال لهم: "تقدموا إليّ" [4]. لعلهم من هول الموقف وشدة اضطرابهم قد تراجعوا إلى الوراء... لكن يوسف العذب في حنو يستدعيهم: "تقدموا إليّ". بالخطية نصير بعيدين عن يوسفنا، لكننا إذ نسمع صوته ونقبل عمل قيامته فينا نقترب إليه، وكما يقول الرسول بولس: "ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذي كنتم قبلًا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح" (أف 2: 13). ولكي يدفعهم للاقتراب إليه لا بأجسادهم فقط وإنما بكل قلوبهم، قال لهم: "والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا، لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم... فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله" [5-8]. إن كان قد كشف لهم عن إثمهم بقوله: " أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر" [4]، لكن بسرعة قدم لهم الدواء، فقد استخدم الله حتى هذا الشر لخيره وخيرهم، فقد انقضى عامان على المجاعة وتتبقى خمسة أعوام، والآن أرسله الله لإنقاذهم طوال هذه الأعوام القاسية حتى لا يموتوا. بنفس الفكر يعلن السيد المسيح لخاصته أنهم وإن باعوه وأسلموه للموت فقد انقضى على العالم عامان جوع، ويبقى العالم جائعًا خمسة أعوام حتى يأتي انقضاء الدهر. لقد عال كلمة الله العالم في العهد القديم والآن يعولهم في العهد الجديد حتى تعبر مجاعة الحياة الزمنية وندخل إلى كمال الشبع الأبدي. |
|