رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سُرَّ فرعون بيوسف وبحكمته فأعطاه كرامًة وسلطانًا في ملكه، كقوله: "ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: انْظُرْ، قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ". وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ، وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ، وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الْثَّانِيَةِ، وَنَادَوْا أَمَامَهُ "ارْكَعُوا". وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: "أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ" (تك 41: 41-44). إنَّ السلطان الذي منحه فرعون ليوسف أعطاه صلاحيات خاصة ليحكم بين المصريين، ويدبر معيشتهم. لقد أعطاه حرية تصرف في أمور مملكته. وقد شهد منصب يوسف في مصر بمدى ثقة فرعون في حكمته ومواهبه، وأيضًا في استحقاقه لما ناله من الكرامة. فإن كان ملوك الأرض يرفعون من يثقون في حكمتهم وطهارة أيدهم ومواهبهم العظيمة للدرجات والمناصب الرفيعة، فبالأولى يفعل الله العظيم بمن يسر به لتقواه وطهارته. لقد شهد الوحي الإلهي بإكرام الله لمن يسر به، قائلًا: "... فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ" (1صم 2: 30). |
|