رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سكون الجسد
( أ ) ضبط اللسان + من أقوال الشيخ الروحاني : - فم العفيف يتكلم بالطيبات ، ويلذذ صاحبه ، ويفرح سامعيه ، من كل كلامه مرتبا وعفيفا ، وهو طاهر بقلبه ، فهو ابن ميراث المسيح ، ومن كان كلامه بقلق ومعكر بالحرد ، فهو شيطان ثان . - فم الطاهر النفس يتكلم كل ساعة علي خالقه ، ومن يسمعه يفرح ويقتدي به . فم الجاهل يفيض مرارة ، ويقتل صاحبه ، ويسكر الذين ينصتون له ، وما أوفق ذلك اللقب الذي أعطاه له سليمان ، اذلقبه بالخنزير ، يارب خلصني من لقائه . - من يكثر كلامه ، ويرفع صوته ، هو ناقص الرأي . الذي يلطف كلامه ويتماكر ليضر هو شيطان ثان . من يصنع صلحا بين الحرودين ابن الله يدعي ، ومن يسجس ويعكر ويوصل كلاما شريرا من واحد الي واحد ، هو رسول الشيطان وهذا تبيده النار . - من يحذر بلسانه ، فلن يسلب كنزه منه الي الأبد . فم الساكت يترجم أسرار الله ، ومن يتكلم بسرعة ، يبعد عنه خالقه . من يستهين بذاته ويرذلها ، يتحكم من الله ، ومن يحسب نفسه حكيما ترتفع منه حكمة الخالق ، من اعتاد كلام اللعب مفرجا عن جسده ونفسه ، فذاك زان ومن يستأنس به فهو فاسق . + سأل أخ الأب بيمن قائلا : " اريد أن ادخل الي كنونيون وأسكن فيه " . +فقال له الشيخ : " أن شئت سكني الكنونيون ، فأن لم تعتق نفسك من هم كل محادثة ، وتبتعد عن سائر الأشياء ، فلا يمكنك سكني كنونيون لأنه لن يكون لك هناك سلطان ال علي عصاك " . + قال الأب أنطونيوس : " أن خطايا الأبرار علي شفاههم ، أما خطايا المنافقين فهي في جميع أجسادهم ، من اجل ذلك يقول النبي : ضع يارب حافظا علي فمي وبابا حصينا لشفتي " . + قال الأب أوغاريتوس : " ليست الحاجة ماسة الي كثرة الكلام ، لأن كثرة الكلام عزيزة في الناس ، أنما الحاجة ماسة الي العمل " . + قال قديس : " اذا حزن انسان ، فاضطرب ولم يتكلم ، فهو مبتديء في الفضيلة . وليس من الكاملين بعد ، اما الكامل فهو ذاك الذي لا يضطرب اصلا ، كالنبي القائل " استعديت ولم أضطرب " . فيا ليتنا نكون من المبتدئين ، لنستمد من الله المعونة " + قال أنبا بيمن : " من يضبط فمه فأن أفكاره تموت ، كالجرة التي يوجد فيها حيات وعقارب وسد فمها ( فوهتها ) فأنها تموت " . + قال شيخ : " أحذر بكل قوتك أن لا تقول شيئا يسهل اللائمة ولا تحب التصنيع " . + كذلك قيل : " اني سألت انبا شيشاي : هل الهروب نافع للراهب ؟ فجعل أصبعه علي فمه وقال : أن حفظت نفسك من هذا يا بني ، فهذا هو الهروب " . + قال الأب ايرايس : " من لا يقدر أن يضبط لسانه وقت الغضب فلن يقدر أن يغلب حتي ولا صغيره من ضغار الآلام " . + وقال احد الآباء : " اذا ذكر الانسان الكلمة المكتوبة : " أنه من كلامك تدان ، ومن كلامك تتزكي " ، فأنه يختار لنفسه السكوت " . + قال أنبا يوسف لأنبا بيسير : " أني ر أقدر ان أضبط لسناني " ، فقال الشيخ : " واذا تكلمت فلن تستريح " . + قال شيخ : " لتصنع مسرته ، اضبط لسانك لئلا تقول كلاما يغضبه الله " . + قال مار افرام : من يكثر أقواله ، يكثر لنفسه الخصومات والبغضاء ، ومن يحفظ فمه يحب . أن أحببت الصمت ، ستقطع سفينة حياتك مسيرها بسكوت . مثل الماء للسمك ، هكذا السكوت للراهب ، بتواضع قلب ومحبة . + قال شيخ : ط أن اللسان مملوء نارا ، وهو يدنس جميع الجسد ، فالذي يحب حياته ، فليشفق علي لسانه ، أخرس شفاهك يا رجل الله والجم لسانك كي تنتفع بجميع أتعابك ، فالذي يحفظ لسانه ، له كرامات كثيرة فطوبي لمن يسود علي لسانه ، فأن اهراءه تمتليء من الخيرات " . + وقال آخر : " أن كان لسانك غزيرا بحركاته ، فقد أنطفأت من قلبك الحركات الطاهرة أما أن كان لسانك ساكنا وقلبك يغلي بالحركات الطاهرة ، فطوباك ، لأن حركته بالروح ترفعك الي هدوء الحياة ، سكت لسانك ليسكت قلبك ، وسكت قلبك ليتكلم فيه الروح " . + سأل أخ ضيخا : " يا أبي أني أشتهي أن أحفظ قلبي " فقال له الشيخ : " كيف يمكنك أن تحفظ قلبك ، وفمك الذي هو باب القلب مفتوح سايب " . + سأل أخ الأب ماطوس : " ماذا اصنع فأن لساني يغلبني ، وفي كل وقت أحضر بين الناس لا استطيع أن أضبطه ، وتجدني ادينهم علي كل فعل رديء " . فأجابه الشيخ قائلا : " أن كنت لا تستطيع ضبط لسانك فأهرب منفردا لأن هذه الحالة ناتجة عن ضعف ، فالذي يريد أن يجلس مع الأخوة ينبغي الا يكون ذا اربعة قرون بل يكون مجدورا ، حتي يمكنه التدحرج نحو الكل " . + سئل القديس باسيليوس : " ما هي الكلمة التي تعطي عنها جوابا " فقال : هي تلك التي ليست للبنيان ، كقول الرسول : كل كلمة قبيحة لا تخرج من أفكارهكم ، بل الكلمة الصالحة التي تكون للبنيان ، وتعطي نعمة للذين يسمعونها " . + سأل أخ الأب لوقيوس : " أريد أن أتغرب " " أن لم تضبط لسانك في أي موضع مضيت اليه فلست بغريب ، أما اذا ضبطت لسانك ههما فأنت غريب " . + بينما كان بعض الاخوة مجتمعين ، يتكلمون عن الروحيات ، نظروا ملائكة قد أقتربوا منهم ، وكانوا فرحين معهم ، ولكنهم لما تكلموا كلاما غير نافع ابتعدت عنهم الملائكة ، واقتربت منهم الشياطين " . + قال أنبا أغاثون : " أذا كان الانسان الداخلي متيقظا ، فهو يستطيع أن يحرس الانسان الخارجي أيضا ، أما ان لم يكن هكذا ، فلنحرص علي اللسان بكل وسيلة في استطاعتنا " . ( ب ) الصمت + قال مار اسحق : - أن أردت أنتعرف رجل الله ، فاستدل عليه من سكوته ومن بكائه ومن انقباض نفسه علي ذاته ، وأن أردت أن تعرف الرجل السائب القلب ، فاستدل عليه من كثرة كلامه ، ومن تخبط حواسه ومن مقاومته لكل شيء ، يقول ويريد أن يغلب . قوة الجسد المآكل ، وغذاء النفس الكلام والحكايات ، وكما أن شره كثرة الحكايات هو رغبة النفس ، هكذا السكوت هو ثمرة الحكمة المزمعة . - ان كنت محبا للحق ، فكن محبا للصمت ، لأنه كمثل الشمس يجعلك الصمت تنير بالله ، ويخلصك من تخاتل المعرفة ، والسكوت يجعلك في عشرة مع الله . الذي يحب الحديث مع المسيح يجب أن يكون وحده ، والذي يريد أن يكون مع كثيرين فهو محب لهذا العالم . - أن كنت تحب التوبة ، فأحب السكوت لأنه بدونه لم تكمل التوبة ، ومن يقاومك علي هذا فلا تلاججه ، لأنه لا يعرف ماذا يقول ، لأنه لو كان يعرف ما هي التوبة ، لكان يعرف أيضاً موضعها ، أنها لا تكمل في السجس . - أن يحس انسان بخطاياه أفضل له من أن ينفع الخليقة بمنظره ، وأن يتنهده علي نفسه كل يوم ، أخير له من أن يقيم الموتي بصلاته ، والذي أهل لأن ينظر خاياه ، أطيب ممن ينظر الملائكة ، والذي بالنوح يطلب كل يوم المسيح بالوحدة ، اخير من الذي يمدحونه في المجامع . + قال القديس موسي الاسود : - من تعود الكلام بالكنيسة فقد دل بذلك علي عدم وجود خوف الله فيه . وذلك لأن خوف الله خو حفظ وصون العقل كما أن الملك هو عون لمن يطيعه " . - سقطة النفس هي مكابدة وتهديبها السكوت بمعرفة . - السكوت بمعرفة يهذب الفكر . وكثرة الكلام تولد الضجر والهوس . + سئل شيخ : عن الغربة ، فقال : " هي الصمت ، وترك الالتفات الي المور الدينوية " . + قال أنبا أنطونيوس : " لا تظهر صوتك الا في صلاة الفرائض " . + قال القديس مقاريوس الكبير : " يجب علي الراهب أن يكون في سكون في كل حين ولا يسمع لأفكاره التي توعز اليه بكثرة الكلام الذي يضعف النفس ، بل ليمسك عن الكلام حتي ولو نظر اناسا يضحكون أو يتحدثون بكلام لا منفعة له وذلك لجهلهم . لأن الراهب الحقيقي يجب ان يتحفظ من لسانه والراهب الذي يسلك هكذا لا يعثر ابدا بلسانه ، ولكنه يصبح الها علي الأرض . + قال راهب : " الصمت في جميع الأمور هو الغربة ، والغربة بالحقيقة هي الصمت " . + قال شيخ : " مكتوب أن من أجاب عما لا يسأل عنه فهو جاهل ، فأن لم تسألوا فلا تجيبوا " + سئل أنبا بيمن : " أيهما أصلح ، الكلام أم الصمت ؟ " . فقال : " أن الصمت من أجل الله جيد ، كما ان الكلام من أجل الله جيد أيضاً " . + حدث مرة أن جاء الي القديس تادرس أخ ، طلب اليه مدة ثلاثة أيام ، كي يسمع منه كلمة فلم يجبه بشيء ، فمضي حزينا ، فقال له تلميذه : " يا أبتاه ، لماذا لم تجبه بشيء ، فقد مضي حزيناً ؟ " فأجابه الشيخ قائلا : " يا ابني ، اني ما سكت عن الكلام اليه لكونه بياعا "، يؤثر أن يتمجد بأقوال آخرين " . + قال شيخ : " أن قومت الصمت ، فلا تظن في نفسك أنك قد قومت شيئا ، ولكن اعتبر ذاتك أنك لست أهلا لأن تتكلم " . + قال الأنبا أوغريس : " أختم باب أتعابك بالصمت ، لئلا يقلعه اللسان ، فينتج المجد الفارغ الذي ينزعها" + سأل شيخ أنبا شوشاي قائلا : " أي شيء هو الغربة ؟ " فأجابه : هي الصمت ، في كل موضع يوجد فيه الانسان ، موجها لنفسه القول : " ما شاني في هذا الأمر ؟ " . + مرة توجه البابا ثاؤفليس الي الأسقيط ، فاجتمع الاخوة وقالوا لأنبا بفنوتيوس : " قل البابا كلمة واحدة لكي ينتفع " فقال لهم الشيخ : " أن لم ينتفع بسكوتي ، فحتي ولا بكلمتي ينتفع " ، فسمع البطريرك ذلك وانتفع جدا . + كان أحد الرهبان صامتا وقد شاع فضله وعمله ، فزاره في أحد الأيام أثنان من الفلاسفة ، فقام وصلي وسلم عليهما وجلس صامتا يضفر الخوص ولا يرفع نظره اليهما ، فقالا له : يا معلم : " انفعنا ولو بكلمة واحدة لأننا لهذا اتينا اليك " ، فأجابهم الراهب قائلا : " أعلما انكما افنيتما اقوالكما لتتعلما فخر الكلام وتحسينه ، وأما أنا فقد اهملت العالم واتيت الي ههنا لا لأقتني جودة الكلام بل السكوت ، فلما سمعا قوله تعجبا كثيرا وانصرفا " . ( جـ ) عدم الخلطة + قال الأب أوغاريتوس : " أقطع نفسك من مودة الكثيرين لئلا يكون عقلك مناصبا لك فيقلقل عادة السكوت " + قال أنبا بيمين : " مكن يكثر من الأختلاط بالناس ، لا يمكنه أن ينجو من النميمة " . + قال شيخ : " أن من يحب السكوت ينجو من سهام العدو ، أما الذي يحب الجماعات فأنه يصاب بجراحات كثيرة " . + قال مار اسحق : " الاتكال علي البشر ، يمنع كلية الاتكال علي المسيح ، والعزاء الظاهر يمنع العزاء الخفي ، وهكذا بقدر ما يكون الراهب منفردا ،وفي وحشية ، بقدر ما يخدم من العناية الألهية " . + وقيل أيضاً : " متي داخلتك شهوة اهتمام بغيرك بنوع الفضيلة ، حتي يتشتت ما في قلبك من السكون ، فقل : أ، طريق المحبة والرحمة لأجل الله مقبولة ، ولكني من أجل الله كذلك لا أريدها " وقد حدث ان قال راهب : " أن لم تقف لي من اجل الله اجري خلفك : ، فقلت له : وانا من اجل الله كذلك أهرب منك " . + قال القديس يوحنا القصير : " ابتداء التدبير الجيد هو أن يبتعد الانسان من أحبائه ومعارفه ومعارفه وأقاربه فكن محبا لكل أحد وابتعد عن كل أحد " . كل من أهتم بأن يتكلم مع صبي فهو زان بفكره . + قال القديس أنبا أنطونيوس : - لا تخالط علمانيا بالجملة . - لا تقرب اليك امرأة .ولا تأكل معها ولا تدعها تدخل منزلك فالغضب يمشي خلفها . ( د ) التجرد + قال القديس يوحنا القصير : - لا يكن بين عينيك شيء مشتهي لكيما تبصر الله . أعلم أنك راهب ولا ينبغي لك أن ترتبط بشيء ما . - لا تطلب حاجتك في كل أمر لأنك لست لهذه التلمذة تتلمذت ، أن تكون حاجتك مهيأة في كل أمر بل احذر من الشهوات التي يحبها هواك . - تمسكن بالتخلي عن كل شيء يشغل العقل ، لا عن المقتنيات فقط بل وعن النظر والسمع والكلام كنحو قوتك لأن الحواس هي رباطات الانسان الباطن وبها حياته . كن عبدا وحرا : كن عبدا مملوكا لارادة سيده ، وحرا غير متعبد لشيء من المجد الباطل ، حتي ولا لوجع من الأوجاع .. حل نفسك من رباط العبودية ، ولازم العتق الذي عتقك به المسيح . واقتن حرية العالم الجديد – لا تبتكر لنفسك نواميس لئلا تكون متعبد لنواميسك . ولكن كن حرا تصنع ما تريد .. ولا تستبد بأمر لأنك مخلوق ، كائن تحت التغيير . ولا تستعبد لشيء ولا ترتبط بشيء . كن حرا واعتق نفسك من عبودية الشيطان المحتال ., ان لم تكن حرا لا تسطيع أن تعمل من أجل المسيح . ليس لك أن تفحص عن كل الأمور . لأنك لم تصر مدبرا أو رئيسا ، ولكنك مأمور وليس لك سلطان حتي ولا علي نفسك . لا تغر من الذين ينظرون الي أصحابهم لئلا يضطرب عقلك بالعبودية ، وتكون خدمتك بلا منفعة بل أذكر في كل لحظة اوجاع الشهداء لتقتني شجاعة النفس . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خطايا اللسان ( اللسان عضو صغير لكن فعله كبير ) |
الجسد الملفوف في سكون الموت ليس الكلمة الأخيرة في الحياة |
سكون حركات الجسد والفكر |
سكون الجسد |
اللسان وخطايا اللسان 12/06/2011 |