رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما يحل القانون
+ مرة زار أنبا أولونيوس أسقف فيلوابولاوس في جبل انطونيوس الأب سيصوي ولما عزم علي الأنصراف جعله يتغذي باكرا قبل انصرافه وكان صوما ، فلما وضعت المائدة ، اذا قوم يقرعون الباب ، فقال لتلميذه : " قدم لهم قليلا من الطبيخ " فقال الأسقف : " دعهم الآن لئلا يقولوا ان سيصوي يأكل باكراً " فتأمله الشيخ وقال للأخ : " امضي اعطهم " فلما أبصروا الطبيخ ، قالوا للأخ : " يا تري هل عندكم ضيوف ، والشيخ يأكل معهم ؟ " قال نعم ، فحزنوا قائلين : " لماذا ترتكم الشيخ يأكل في مثل هذا الوقت ؟ أما تعلمون أن الشيخ يعذب ذاته أياما كثيرة بسبب هذه الأكلة ؟ " فلما سمع السقف هذا الكلام ، صنع مطانية قائلا : " أغفر لي يا أبي لأني تفكرت فكرا بشريا ، أما أنت فقد صنعت أوامر الله " ، فقال الشيخ : " أن لم يمجد الله الانسان ، فمجد الناس ليس شيئاً . + وحدث مرة أيضاً أن زاره أنبا قسيانوس ، والقديس جرمانوس ، وهما شيخان من فلسطين ، فاحتفل بضيافتهما ، فسألاه لأي سبب لا تحفظوا رسوم صومكم في وقت ضيافكيم الاخوة الغرباء علي ما عرفناه في بلدنا فسلطين ؟ فأجابهم قائلا : " أن الصوم معي دائما ، وأما أنت فلست معي دائما ، والصوم شيء نافع لازم ، وهومن نيتنا ومن أرادتنا ، وأما أكمال المحبة فيطالبنا به ناموس الله بلازم الاضطرار ، فبكم أقبل المسيح ويوجب علي دينا لازما بأن أخدمه بكل حرص ، فاذا شيعتكم امكنني استعادة صومي ، وذلك ان ابناء العرس لا يستطيعون ان يصوموا مدام العريس معهم ، فمتي رفع الحتن فحينئذ يصومون بسلطان ". + حدث أن أضاف اخوة بدير الأب سلوانس مع تلميذه زكريا وجعلوهما يتغذيان قبل انصرافهما ، وفي ذهابهما عطش التلميذ ، فلما وجد في الطريق ماء ليشرب ، منعه الشيخ قائلا : " لم يأت وقت الافطار بعد " فقال التلميذ : ألم نأكل قبل انصرافنا يا أبي ؟ ! " فقال له الشيخ : " أنه لأجل المحبة اكطلنا ، والآن لا نحل قانوننا " . أما أنبا سيصوي الصعيدي فلم يكن يحل قانونه لأمر ما . جاء عنه انه كان ساكنا في غيضه وكان شيخ آخر مريضاً في ( السيق ) ، فلما سمع حزن ، لأنه كان يصوم يومين يومينن ، وكان ذلك اليوم من الأيام التي لا يأكل فيها ، فقال : " ماذا أصنع ؟ ان مضيت ربما الزمني الاخوة بأن آكل " ، وأن صبرت الي الغد ، فربما يتنيح الشيخ ، لكني هكذا اصنع ، أمضي ولا اكل " ، وفعلا مضي وأتم وصية الله ، ولم يحل قانونه ، وقد أخبر عنه أيضاً بعض الآباء ، أنه أراد وقتا ما أن يغلب النوم ، فعلق ذاته في صخرة ، فجاء ملاك الله وأوصاه الا يصنع مثل هذا ولا يجعل ذلك عادة لآخرين . تدريب حياة الصوم والنسك الدائم + قال شيخ : " حصن الراهب هو الصوم ، وسلاحه هو الصلاة ، فمر ليس له صوم دائم فلا يوجد حصن يمنع عنه العدو ، ومن ليست له صلا تقية ، فليس له سلاح يقاتل به العداء " . + اذعوا في برية مصر : " ان الصيام الكبير قد بدأ ، فمر أخ بشيخ كبير وقال له : " لقد بدأ الصوم يا أبي " فقال له الشيخ : " أي صيام يا ابني ؟ " . فقال له الأخ : " الصيام الكبير !" . فأجاب الشيخ وقال له : " حقاً أقول لك ، أن لي هنا 53 سنة ، لا أدري متي يبدأ الصوم الذي تقول لي عنه ولا متي ينتهي ،ولكن سيرة سنيني كلها واحدة " . + قيل عن الأب ديسقورس ( الشماس ) أن خبزه كان من شعير وعدس ، وفي كل سنة كان يرسم لنفسه خطة يبدأ بها جهاده قائلا مثلا : " في هذه السنة سوف لا التقي بانسان ، ولن أكلم أحدا وفي هذه السنة لن أكل طبيخاً ولن اتذوق ثمرة " ، وهكذا كان يصنع في كل خطة ، فاذا تمم احداها ، بدأ بالأخري ،وهكذا كان الحال طوال السنة ، وقد كان يقول : " أن كنا نلبس الثوب السمائي ، فلن نوجد عراة ، وأن وجدنا لابسين غير ذلك الثوب ، فماذا نصنع ؟ نخاف أن نسمع ذلك الصوت القائل : أخرجوه الي الظلمة القصوي ، هناك يكون البكاء وصرير الاسنان فالآن يا أخوتي ، قبيح بنا أن نقضي في لبس الاسكيم هذه السنين كلها ، وأن نوجد عراة في اليوم الأخير وليس علينا ثياب العرس ، فالويل لنا من تلك الندامة ، اذا ما نظرنا الي سائر الأبرار والصديقين ، وهم يصعدون الي السماء ، ونحن نساق الي العذاب " . + جاء عن الأب الاديوس أنه أقام بالاسقيط 20 سنة بقلاية ، كان طعامه خبزا وملحا دائما ، واذا وافت ايام الفصح ، كان يقول : " ان الأخوة يأكلون خبزا وملحا ، فعلي أن آكل خبزا وأنا واقف " . قال شيخ : " أني أعرف انسانا من أهل القلالي ، هذا قد صام جمعة الفصح كلها ، فلما كان وقت الاجتماع في عشية السبت ، لم يحضر مع الاخوة ، لئلا يأكل شيئا مما يوضع علي المائدة ، بل عمل في قلايته يسيرا من السلق ، وأكله بغير زيت " . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القانون |
عندما يحل القانون الصوم |
القانون |
القانون |
أبو حامد: عندما ترجع دولة القانون سيحاكم بديع والشاطر |