رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
متى رجعت شَدّد إخوتك أخبر الرب يسوع المسيح تلاميذه الاثني عشر بما سيأتي عليهم من ألم وضيق بسبب آلامه المقدسة، وطالبهم بالاستعداد، بالصلاة والسهر، وقد كشف لهم الرب أيضًا معرفته الكاملة بضعفهم في ذلك الوقت، قائلًا: "حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ في فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ" (مت 26: 31). ومع هذا لم يوبخهم الرب على ما سيبدر منهم من خطايا في حقه، لأنه كان يُقَدّر ضعفهم. لقد شجعهم الرب مسبقًا على القيام من ضعفهم، وأعطاهم أملًا بقبوله لهم، بقوله: "وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ" (مت 26: 32). ولما أصَرَّ بطرس الرسول على استحالة وقوعه في خطية الشك، أكد له الرب يسوع أنه سينكره ثلاث مرات، ومع هذا شجعه أيضًا على القيام من سقطته، وليس ذلك فقط بل طالبه بأن يُثبت إخوته عندما يقوم من سقطته، قائلًا له: "وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ" (لو 22: 32). إن وقت الشدة والضيق كفيلان بإظهار الضعف البشري، لأن الضعف هو طبيعة البشر جميعًا، كقول الكتاب: "وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ" (مت 24: 22). ومع كل هذا يلوم ويدين البشر إخوتهم، ويتصيّدون لهم الأخطاء، ويتَناسون أنهم قد يسقطون في خطايا أعظم، مما سقط فيه إخوتهم. تكثر تصرفات الناس التي تكشف عن ضعفهم أثناء معاناتهم، فالبعض يضطربون خوفًا من المستقبل، والبعض الآخر ينكبون على مصالحهم، ولا يراعون باقي إخوتهم في أنانية، وقد يهرب البعض ويتخلون عن أمانتهم وقت الضيق، ويتخلون عن حمل الصليب مفضلين الطريق الواسع، وهكذا... القارئ العزيز... لقد تأثر العالم هذه الأيام بضيقة عامة بسبب وباء فيروس كورونا، الذي أثر على صحة الناس وأرزاقهم، وانكشف ضعف الكثيرين، ولكن الرب ما زال يرفق بالضعفاء، ليقيمهم مرة أخرى. أني أتعجب من رفق الرب، وتعامله الحاني مع الضعفاء، بينما نسرع نحن لإدانة إخوتنا؟! إياك يا أخي أن ترصد ضعف غيرك لتدينه، إن الكتاب يطالبك أن تعتبر نفسك واحدًا من الضعفاء، بقوله: "اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا فِي الْجَسَدِ" (عب 13: 3). فياليتك تشترك مع الرب في تشديد إخوتك، كأمر الكتاب: "لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ" (عب 12: 12). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ليتك تشعر بكل إخوتك في الكنيسة |
عِش بأمانة للرب بين إخوتك |
نبياً من وسط إخوتك |
فأنتَ تَعرِفُني يا سَيّد و تَدري اسّراري |
هل تشترك مع إخوتك في حمل أثقالهم؟ |