رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم العذراء أمٌ لا تَشيخ انتقلت العذراء والدة الإله من هذا العالم الفاني في سن الستين من عمرها، ولكن العذراء كانت تبدو للناس في ظهوراتها في الزيتون كشابة صغيرة، ويشهد شهود عيان تجليها فوق كنيستها بالزيتون أنهم رأوها كشابة صغيرة السن جميلة رقيقة، مع أنه من المنطقي أن تبدو في سن اكبر من ذلك. لقد سجل عمال الجراج المقابل للكنيسة شهادتهم برؤيتها، كفتاة صغيرة فوق القبة الكبرى للكنيسة، فظنوا أنها شابة تريد الانتحار[23] فكانوا يصرخون لينقذوها من السقوط من فوق القباب بحسب ظنهم، وأكد أيضًا الكثيرون ممن رأوها هذه الحقيقة أن الناس كانوا ينادونها عندما رأوها، قائلين: "أنتِ جميلة جدًا يا مريم" إن الأمهات في شبابهن قادرات على العطاء والتفاني أكثر منهن في سن الشيخوخة، حيث أنهن في شيخوختهن يحتجن لرعاية أبنائهن. لقد ظهرت العذراء وهي تبدو في سن الشباب، لأن العذراء الأم مريم ما زالت أمًا قادرة على العطاء والخدمة لجميع أبنائها، وهكذا ستفعل إلى أواخِر الدهور. لم يُسلِّم الرَّبُّ يسوع العذراء أمه ليوحنا، لكي تجد الرعاية المناسبة في بيته، فما أيسر أن يعول الرب أمه بعد صعوده للسماء دون أن يوصي بشر عليها، لأنه هو الذي يعول خليقته كلها، لكنه سلمها أمًا للبشرية كلها في شخص يوحنا، ودليل ذلك أن الرّبَّ يسوع المسيح لم يكتفِ بقوله ليوحنا: "هذه أمك" أي أمك التي يجب أن تهتم بها، لكن المدقق يلاحظ أن الرب وجه كلماته لأمه العذراء أولًا، لكي تهتم بيوحنا كابنٍ لها، حسب قول الكتاب: "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ" (يو 19: 26). ثم بعد ذلك أوصى يوحنا أن يتخذها أما له، لتهتم به. القارئ العزيز... إن قول الرب لأمه العذراء والدة الإله قول خالد لن يسقط أبدًا، لأن من خلال تلك الكلمات أعلن الرَّب أمه العذراء القديسة أمًا ليوحنا ولبطرس، وليعقوب، ولتوما، ولكل المؤمنين به حتى آخر الدهور. فيجب عليك أن تتعامل معها، كما يتعامل الطفل الصغير مع أمه الحنون، التي يلجأ إليها على الدوام، لتعينه وتهتم به، فهي الصدر الحنون له والملجأ لحمايته على الدوام. فلتتعود على طلب شفاعتها بدالة الأمومة. |
|