رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأفعال تتكلم تحير الكثيرون في معرفة الغرض من ظهور أم النور مريم في، وعلى قباب كنيستها بالزيتون في 2 أبريل عام 1968م، وقد أُشيع أن العذراء قد تركت رسالة لكاهن الكنيسة الشيخ الوقور قسطنطين موسى (المشهود له بالتقوى) عن هذا التجلي، وقد كتبت PEARL ZAKI في كتابها BEFORE OUR EYES ما يلي: "قام نيافة الأنبا غريغوريوس، رئيس اللجنة البابوية الذي أرسله قداسة البابا كيرلس السادس للتحقيق في أحداث كنيسة الزيتون، بسؤال الأب قسطنطين: "ما هي الرسالة التي أعطيت لك"؟ وقد أخبر الأب قسطنطين نيافته، بأن مريم العذراء كشفت له عن طبيعة ظهوراتها الوشيكة في كنيسة القديسة مريم، وأخبرته بأن يكون جاهزًا! وقد كان". ورد هذا على لسان الأنبا غريغوريوس[3] لم يثبت بالدليل وجود رسالة نصية أو كلامية قد تركتها العذراء للناس بخصوص هذا التجلي، لكيما يتكشف لهم أغراض وأسباب هذا التجلي الفريد من نوعه. ولكننا في تناولنا لهذا الكتاب سنترك مؤقتًا البحث في هذه النقطة، حتى نتمكن من الاستفاضة في التأمل عن صفات العذراء القديسة، وفضائلها وظروف تجليها، وأشكال تجليها، والظواهر الروحانية المصاحبة لتجليها، ونتائج هذا التجلي العجيب أولًا، ومع وضوح كل ذلك يمكننا أن نستنتج الغرض من زيارات النعمة التي شرفت بها العذراء هذه الكنيسة المباركة وشعبها، بل العالم كله مدة من الزمن تصل إلى نحو سنتين وبضعة أشهر. إننا لا يمكننا أن نحصر نعمة الله في عدد محدد من النعم، أو في إطار معين يمكن تخيله، لأن الله غني ويعطي حسب غناه، كقول الكتاب: "فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (في 4: 19). وإنه لمن الخطأ حصر غرض السماء من تجلي العذراء بأهداف معينة: مثل الاستعداد للأيام الأخيرة فقط... أو تعويض المؤمنين عما فقدوه من بركة زيارة الأماكن المقدسة في القدس في ذلك العام... أو... أو... لأن ذلك يقلل من نعم الله، التي أفاضها علينا من خلال هذا التجلي العجيب. لقد قضى معلمنا بولس الرسول في مدينة ترواس ليلة كاملة، يعظ ويعلم المؤمنين، ثم صلى معهم وناولهم من الأسرار المقدسة، وأثناء اجتماعه بهم أقام من الموت شاب كان قد مات، بعد أن سقط من الطبقة الثالثة، ولهذا وصف كاتب سفر الأعمال عظمة البركة التي نالها شعب ترواس من وجود معلمنا بولس الرسول معهم، قائلًا: "وَأَتَوْا بِالْفَتَى حَيًّا، وَتَعَزَّوْا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ.." (أع 20: 12). إنَّ البركات التي نالها العالم والكنيسة والمؤمنون؛ جماعات وأفراد في هذه الفترة كثيرة جدًا، ولا يمكن أن تختزل في بضع نقاط، ودليل ذلك التأثير الفعال لهذا التجلي في تقوية إيمان الناس بالله. إن الله يتكلم بالأفعال قبل الأقوال، كقول الكتاب عن الرب يسوع المسيح: "اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ، عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ" (أع 1: 1). فالمتأمل للبركات التي حصدها الناس من وراء تجلي العذراء في الزيتون يستطيع أن يدرك غرض وهدف هذا التجلي، ومن يريد أن يدرك لماذا تجلت العذراء في 2 أبريل عام 1968م، عليه أن يجمع الفوائد الروحية، التي يمكن أن يتعلمها الناس من تفاصيل هذا التجلي وما تشير إليه من تعاليم إنجيلية، حينئذ سيتعرف على الكثير من أغراض الظهور الخلاصية والتي دفعت الكثيرين في طريق الإيمان والخلاص، لأنها هي هدف السماء من وراء هذا التجلي. إننا لا بد أن نقرأ هذا الظهور وتفاصيله في ضوء تعاليم الكتاب المقدس، كقوله: "... لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ" (1كو 2: 13). فمثلًا لا بد أن نفهم ما يرمز إليه الحمام أو السحاب أو البخور أو... أو... كما جاء في الكتاب المقدس، ولا بد لنا أيضًا أن نفهم كل ما جاء عن العذراء في الكتاب المقدس، حينئذ سنفهم الرسالة التي تتفق مع شخصيتها المباركة، وهكذا.... القارئ العزيز... ستتمتع ببركات سمائية عظيمة من خلال قراءتك لتأملات هذا الكتاب، والتي هي في الواقع منهج عملي حياتي، ومثال حي لحياة أم النور مريم، التي أشرقت بنورها لتدعو كل أحد للخلاص. إنني أثق أن من يتأمل في منهج حياة العذراء القديسة الطاهرة وفضائلها لا بُد أن يشتاق لحياة القداسة، فيتبع العذراء القديسة في الطريق للمجد، كقول الكتاب: "كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِي خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا. بِمَلاَبِسَ مُطَرَّزَةٍ تُحْضَرُ إِلَى الْمَلِكِ. في إِثْرِهَا عَذَارَى صَاحِبَاتُهَا. مُقَدَّمَاتٌ إِلَيْكَ. يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ. يَدْخُلْنَ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ" (مز 45 : 13- 15). وهذا عينه ما تجلت العذراء لأجله في 2 أبريل 1968م في كنيستها بالزيتون. . |
|