تصرّف يسوع عكس ما تصوره المَعمَدان، أنه جاء من أجل المرضى والخطأة "لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه " (لوقا 19: 10). وأُعلن يسوع سنة مرضيّة (لوقا 4: 19)؛ وأعلنَ يُوحنَّا المَعمَدان المسيح المنتظر يأتي ليُعمّد بالروح القدس والنَّار، ورأى فيه إلهاً متواضعاً يقترب، متضامناً مع الفقراء، طالباً منه أن يُعمّدهُ بمعموديّتهِ بالماء.
فكان لزاما على يُوحنَّا أن يتعلّم بأن يسوع أتى ليُعلن عن إلهٍ، تواضعهُ بلا حدود، عن إلهٍ، مع أنه بلا خطيئة، جعل من نفسه خطيئةً لأجلنا، كما جاء في تعليم بولس الرسول؛ "لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر"(فيلبي 2: 6-7)، ويَعد بالفرح الذين يكتشفون الكنز "مَثَلُ مَلَكوتِ السَّمَوات كَمَثَلِ كَنْزٍ دُفِنَ في حَقْلٍ وَجدَه رَجُلٌ فأَعادَ دَفنَه، ثُمَّ مَضى لِشِدَّةِ فَرَحِه فباعَ جميعَ ما يَملِكُ واشتَرى ذلكَ الحَقْل"(متى 13: 44-45). وما أسعد الذين يعيشون بتلك الساعة!