رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ ترى ما الذي صنع الفرق بين حياة هذين القاضيين، جدعون وشمشون؟ لم تكن لجدعون القوة البدنية العظيمة التي كانت لشمشون، إلا انه كان محدَّدَّا قاطعًا (كمعنى الاسم جدعون)، أمينًا في السر، يهتم بشعب الله فيخبّط لهم حنطة في المعصرة ليهربها من المديانيين. وهذه هي الشخصيات التي تلفت نظر الله (إن جاز التعبير)، «فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ» (قضاة٦: ١٤). «لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ» (٢أخبار١٦: ٩). وإذ ذاك أعطاه الله الشجاعة للسير ضد الكل. فقام وهدم مذبح البعل الذي لأبيه، وعندها غَيّر ابوه اسمه، «فَدَعَاهُ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ “يَرُبَّعْلَ” قَائِلاً: لِيُقَاتِلْهُ ٱلْبَعْلُ لِأَنَّهُ قَدْ هَدَمَ مَذْبَحَهُ». (قضاة٦: ٣٢). لكن يسجل لنا الوحي اسمًا آخر لجدعون في (٢صموئيل١١: ٢١) هو يربوشث ومعناه: ليخاصم الوثن أو يخاصم العار. وكأن الروح القدس يريد أن يقول لنا إن العِبرة ليست في مخاصمة البعل لجدعون، بل في مخاصمة جدعون للبعل! فلقد جعل جدعون في قلبه أن يخاصم البعل أولًا، ومن ثم خاصمه البعل! قالوا يوما لأثناسيوس: “العالم ضدك”، فرد قائلا: “وأنا ضد العالم”. |
|