ماذا يحدث بعد الموت (أسرار الحياة الثانية)

[walaa farouk]

ماذا يحدث بعد الموت؟؟؟؟؟؟؟؟
(أسرار الحياة الثانية) 🐣🐣🐣نقلا من كتاب (ظهورات وعجائب الملائكة)
كان القدّيس مكاريوس الكبير ماشياً مرّة في البريّة فقابل شخصاً ذا طلعةٍ ملائكية فقال له:
- أراك، يا ولدي، وأعجب منك. ألعلّك لست بشراً؟
- أنا ملاكٌ، قال ذاك، وضرب مطانيّة أمام البارّ. قد أتيتُ لكي أعلّمك الأسرار التي تجهلها وترغب في معرفتها.
- أخبرني يا ملاك الله، هل يعرف البشر بعضهم بعضاً في الحياة الثانية؟
- كما يعرفون بعضهم بعضاً هنا على الأرض، فكذلك هناك. إنّهم يفرحون سويّةً،
ويتحادثون، ويسلّمون على بعضهم بعضاً، ويطلبون أن يتعرّف واحدهم على الآخر.
ولكنّ هذا الحال يسري فقط على الأبرار.
- ماذا يحصل بعد خروج النفس من الجسد؟ سأل القدّيس.
- بعد خروج النفس، تأخذها الملائكة، وتقودها إلى السماء لكي تسجد للربّ.
من الأرض إلى السماء يوجد سلّم غير منظور كبير جدّاً. على كلّ درجة توجد مجموعة من الشياطين
يُقال لها محطات التعشّير. وهي تريد أن تختطف النفس،
ولهذا السبب تُظهِرُ للملائكةِ أعمال النفس الشرّيرة مكتوبةً.
بالمقابل تُظهِر الملائكة أعمال النفس الصالحة. ويقومون بوزن الأعمال، ويدور بينهم جدال كبير.
فإذا كانت الأعمال الصالحة أكثر من السيّئة، تتقدّم النفس إلى الدرجة الأعلى. وإذا كان العكس،
تأخذ الشياطين النفس إلى الجحيم. إنّ ما يقاسيه الذين في الجحيم من عذاب أمرٌ لا يمكن وصفه.
كما أنّ ما يتمتّع به الذي يخلصون في السماء أيضاً لا يمكن وصفه.
- ولماذا تحصل الذكرانيّات للموتى وبأيّ شيء تنفع؟
- إنّ الذكرانيّات التي تصير في اليوم الثالث هي بمثابة تقدمة للربّ من أجل النفس
. لأنّها لا تكون قد وصلت بعد إلى عرشه لتسجد له. وبعد سجودها
، تجلب الملائكة النفس ثانيةً إلى الأرض، وتُظهِرُ لها الأماكن التي عاشت فيها،
واقترفت فيها أفعالها الصالحة والسيّئة. ويستمرّ هذا الأمر حتّى اليوم التاسع
حين تصعد النفس ثانيةً لتسجد أمام عرش الله.
أمّا الذكرانيّات التي تحصل في اليوم التاسع، فهي تقدَّمُ لله لكي يرضى أن يتطلّع إلى النفس بناظر شفوق.
الذكرانيّات وأعمال الإحسان والقداديس تنفع النفس كثيراً، وهي تقدر أن تخرجها من الجحيم
، يكفي ألاّ تكون النفس قد سقطت في خطايا ثقيلة ومميتة.
بعد سجود النفس الثاني للربّ تعيد الملائكة النفس إلى العالم من جديد
. وبعد ذلك تُظهِر لها الفردوس والجحيم. ليس من عذاب في الجحيم
أسوأ من عذاب الزناة والسارقين. وعلى الأخصّ الرهبان والكهنة وزوجات الكهنة الذين سقطوا في الزنى.
في اليوم الأربعين تُحضر الملائكةُ النفس مجدَّداً لتسجد للربّ مرّة أخرى.
وحينها يصدر القرار من الله المحبّ البشر في الموضع الذي ستكون فيه النفس إلى القيامة
والدينونة الأخيرة. ولهذا السبب تُقام ذكرانيّة في هذا اليوم من أجل راحتها.
- هل للخاطئ أن يتمتّع بأيّ نوع من الراحة؟ وهل لعذاباته نهاية؟
- كلا. كما أنّ ملكوت الصدّيقين لا نهاية له، كذلك جحيم الخطأة هو أبديّ.
- من هم القدّيسون الأكثر إشفاقاً على الإنسان لكي يتضرّع إليهم ويطلب شفاعتهم من أجله؟
- جميع القدّيسين يشفقون على بني البشر. ولكنّكم أنتم العادمو الشكر تحزنونهم.
بالإضافة إلى القدّيسين هناك الملائكة يساعدون البشر أيضاً.
غير أنّ عناية السيّدة والدة الإله بكم تفوق الكلّ. لذا من الواجب
على كلّ واحد منكم أن يجعل اسمها دوماً في فمه ممجّدا إيّاها. إنّ العالم لا يزال قائماً إلى الآن بسبب شفاعاتها الخاصّة وتوسّلاتها.
لقد ترك البشرُ الله والقدّيسين، ولهذا السبب ترك اللهُ والقدّيسون البشر.
- أيّها الملاك القدّيس، أيّة خطيئة هي الأثقل؟
- كلّ خطيئة يرتكبها الإنسان، تفصله عن الله. ولكنّ الحقد والتجديف، فقط هاتان الاثنتان وحدهما،
قادرتنا أن تُحدِرا الإنسان إلى الجحيم.
- ما هي الأهواء التي يمقتُها الله أكثر من سائر الأهواء الأخرى؟
- الكبرياء. هذه قد دمّرت العالم. بسببها نُفيَ آدمُ من الفردوس. بسببها سقط ليسيفوروس.
متى سقط الإنسان في هذا الهوى، بصعوبة ينهض منه.
- وماذا يحصل للذين يزدرون بيوم الأحد المقدّس؟
- الويل لهم. إنّ جحيماً مؤلمةً تنتظرهم. كلّ من يزدري بهذا اليوم المقدّس يزدري بالربّ ذاته
، والربّ سيزدري به بدوره. يوم الأحد هو مخصّص للربّ، والذي يكرّمه يكرّمُ الربّ،
والذي لا يكرّمه لن يرى وجه الله، وليس لديه رجاء بالخلاص.
- قل لي أرجوك أيّة صلاة تناسب الرهبان أكثر من غيرها؟
- الهذيذ في مزامير داوود، وترداد صلاة يسوع "يا ربّي يسوع المسيح، يا ابن الله
، ارحمني أنا الخاطئ" يفيدان النفس جدّاً. صلاة يسوع هي الصلاة الأقوى،
حتّى أنّ الكثيرين احتفظوا لأنفسهم بها فقط فخلصوا. إذ يستطيع أن يمارسها الرجال والنساء بعضاً،
ويطلبون أن يتعرّف واحدهم على الآخر. ولكنّ هذا الحال يسري فقط على الأبرار.
(نقلاً عن كتاب ظهورات وعجائب ملائكية)