رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هروب يعقوب: شعر بنو لابان أن يعقوب أخذ كل ما كان لأبيهم وصنع لنفسه كل هذا المجد [1]، الأمر الذي جعل وجه لابان يتغير بالنسبة ليعقوب... في ذلك الوقت "قال الرب ليعقوب ارجع إلى أرض آبائك وإلى عشيرتك، فأكون معك" [3]. بلا شك كان قلب يعقوب ملتصقًا بأرض كنعان كأرض الموعد التي وعد الله إبراهيم أن تكون لنسله، فكان يشتاق أن يتزوج راحيل ليعود فيرث، وقد مرت السبع سنوات الأولى فالثانية، الآن له عشرون عامًا، وكان لا بُد أن يخرج من حاران وينطلق... لقد صارت له الزوجة المحبوبة ولديه الأولاد ومعه غنم ومواشي كثيرة له عبيد وجوارٍ، فكيف يخرج؟ لقد حدثه الرب بلغة العمل إذ سمح بإثارة لابان وأولاده ضده ليشعر بالغربة وينطلق، وفي نفس الوقت تحث معه على ما يبدو خلال رؤيا في حلم يأمره بالخروج [12-13]. وقد أدرك يعقوب أن ما يمر في حياته ليس جزافيًا أو محض الصدفة إنما بتدبير إلهي وسماح إلهي حتى تتحقق غاية الله فيه. إن كان ما أظهره لابان وبنوه كان بدافع الحسد بروح شرير لكن يعقوب تلمس أن ما حدث جاء في الوقت المناسب. ليس شيء في حياتنا يسير هكذا إلاَّ لصالحنا إن سلمنا حياتنا في يديه، الأمر الذي لمسه الرسول بولس فقال: "نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رو 8: 28). |
|