الامتلاء سواء فعل أم صفة في العهد الثاني، يرتبط دائما بالرُّوح القدس. حينما أراد الله الآب إتمام ما بمشروعه الإلهي مع اشعيا عاونّه الأقنوم الثالث ليتحقق الخلاص للكل البشر. صارت أحشاء مريم، دليل بتوليتها، "المكان" المناسب لامتلائها من الرُّوح القدس. الرّوح القدس هو نعمة النعم الإلهيّة، لذا نفهم معنى تحية الملاك جبرائيل لمريم حينما توجه إليها وصار اسمها ليس مريم بل: «إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ» (لو 1: 28). الانفتاح لما هو عكس المفاهيم البشرية، لما هو عكس التيار العادي اليومي، لما يتوجب على كل النساء والرجال معايشته، وتحت نظر الرّبّ هو الدخول في الأحشاء الإلهية والخروج منها بقلب بتولي يحمل المخطط الإلهي فيما يحياه بشريًا، مثل مريم الّتي حُبل بها بلا عيب.