قد أخبر القديس غريغوريوس الكبير في الرأس9 من كتاب أدابياته الأول. عن أسقف مدينة فارانتوس البار، أنه قد كان كلي الأنعطاف والسخاء في إعطاء الصدقة منذ نعومة أظفاره، فأتفق له يوماً ما بعد أن صار أسقفاً، أنه جاء إليه كثيرون من الفقراء ليطلبوا صدقةً منه. فاذ لم يكن بعد باقياً عند شيءٌ يعطيهموه، قد دخل الى المخدع وأخذ علبةً كانت خاصة أحد الكهنة أبن أخيه، الذي كان باع فرسه بعشر قطع ذهباً، وحفظها في تلك العلبة، فهو كسر العلبة ووزع على أولئك الفقراء العشر القطع الذهب. الا أنه حينما جاء القس المومى إليه، وعرف ما صنعه عمه، قد أحتمى غيظاً من ذلك، وطلب المال بكل لجاجةٍ وصراخٍ. فالأسقف البار ما عاد يعلم كيف يرضيه، ومن أين يفيه ماله، فذهب الى الكنيسة أمام تمثال والدة الإله لتسعفه، واذ به ينظر على طرف ثوب التمثال المقدس عشر قطع ذهباً نظير تلك. فأخذها ودفعها بيد الكاهن مسروراً.