قد سطر في الرأس 73 من الكتاب 5 من تاريخ الرهبان الأصاغر، عن أمرأةٍ كانت حسنة العبادة لوالدة الإله. فهذه يوماً ما ذهبت من دون أن يعرف رجلها، لكي تزور إحدى كنائس العذراء المجيدة البعيدة عن مكان سكناها، ومن حيث أنه حدثت في ذلك النهار أمطاراً غزيرة، وعواصف شديدة، فلم تعد هذه الأمرأة تقدر أن ترجع الى بيتها، بل أضطرت لأن تبيت خارجاً. لكنها قد أستوعبت غماً وخوفاً من أن رجلها كان مزمعاً بدون ريبٍ أن يظهر غيظه ضدها. فمن ثم ألتجأت الى البتول القديسة في أن تسعفها. ففي اليوم التالي قد رجعت الى بيتها، وشاهدت رجلها مملؤاً من العذوبة والرواقة، ولم يقل لها كلمةً ما البتة عن غيابها. فأخذت هي تستفحص وتستدل، فعرفت يقيناً أن العذراء المجيدة قد جاءت في اليوم السابق الى البيت بصورة تلك الأمرأة، وصنعت جميع لوازم خدمة البيت بكل نشاطٍ، بنوع أن الرجل لم يدر أن أمرأته بقيت خارجاً،، فحينئذٍ هي أخبرت رجلها بالحادث، ومعاً أزدادا حرارةً في عبادة هذه الأم الرأوفة. التي شرفت منزلهما كخادمةٍ في كل تلك الليلة.*