لم يتجاهل الله إنسانًا واحدًا أمينًا وسط المدينة بأكملها، بل وسط العالم كله في ذلك الحين، بل جعله صخرًا منه يُقطع المؤمنون، وكما قيل في إشعياء: "اسمعوا لي أيها التابعون البر الطالبون الرب؛ انظروا إلى الصخر الذي منه قطعتم وإلى نقرة الجب التي منها حفرتم. انظروا إلى إبراهيم أبيكم وإلى سارة التي ولدتكم، لأني دعوته وهو واحد وباركته وأكثرته، فإن الرب عزى صهيون" (إش 5: 1-3). هكذا يطلب الله من تابعي البر وطالبي الرب أن يتطلعوا إلى أبيهم إبراهيم كصخرة قُطعوا منه ليكونوا بحق "أولاد إبراهيم". لينظروا كيف دعاه الرب "وهو واحد" غير مستهين بالواحد، بل جعله "كثرة" وعزاء لصهيون السماوية. لقد أحبه الله جدًا حتى كان يلذ له أن يدعو نفسه "إله إبراهيم" ويحسب فردوسه السماوي "حضن إبراهيم".