رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكاتب هو “الجامعة” ١: ١ والكلمة تعني من يجمع الناس حوله لتعليمهم. والإشارات في السفر كثيرة إلى أن سليمان هو الكاتب. امتلك سليمان من الحكمة والغنى ما لم يمتلكه إنسان آخر (٢: ١–١١؛ ٢أخبار٩: ٢٢–٢٤؛ ١ملوك١٠: ١٤–٢٩)، جرَب وتلذذ، فكَّر واستنتج وكتب لنا خلاصة تجاربه واستنتاجاته. من قراءتنا لتاريخ سليمان يُمكننا أن نستنتج أنه كتب هذا السفر في أواخر حياته، حيث زاغ قلبه عن الرب وكانت النتيجة أنه تغيرت نظرته للحياة وامتلأ بالشعور بالخواء؛ فقال عن الحياة إنها: «باطلة» (٦: ١٢)، ووصف أيامه بالقول «أيام بُطْلي» (٧: ١٥)، وقال: «كَرِهْتُ الْحَيَاةَ» (٢: ١٧)، وزادت كآبته إلى الحد الذي جعله يستخلص أنه ليس للإنسان مزية عن البهيمة (٣: ١٩)، وغبَّط الأموات أكثر من الأحياء والذي لم يولد خير منهما (٤: ٢، ٣). من المهم أن نلاحظ أنه يكتب هنا خلاصة تجاربه وأفكاره وهي ليست بالضرورة أفكار الله من جهة هذه الأمور، فتسجيل هذه الأقوال هو بالوحي الإلهي، لكن ليس هذا هو الإعلان الإلهي أو الفكر الإلهي. لذلك نجد هذا السفر يذكر اسم “الله” أو “إيلوهيم” حوالي ٤٠ مرة ولا يُذكر فيه اسم “الرب” أو “يهوه” لأن الاسم الأول هو اسم الله كالخالق الذي يعرفه غالبية البشر أما اسم “الرب” فهو من نصيب المؤمن الذي له علاقة شخصية بالرب. الإنسان بالحكمة قد يصل إلى معرفة الله كالخالق فيعرف سبب الحياة، أما معرفة “معنى الحياة” فلا يأتي إلا من معرفته كالرب، وهذا يحتاج إلى إعلان من الله (٢كورنثوس٤: ٦). |
|